لقد رويت في هذا المقام للإمام علي (عليه السلام) أبيات ضمن رواية، نذكر منها بعضها:
إذا المشكلات تصدين لي * كشفت حقائقها بالنظر ولست بإمعة في الرجال * يسائل هذا وذا، ما الخبر ولكنني مذرب (1) الأصغرين * أبين (2) مع ما مضى ما غبر (3) وعليه، فإن أتباع الإسلام السائرين الحقيقيين على نهج النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) هم أولئك الذين لهم آراؤهم ووجهات نظرهم في المسائل النظرية والعقائدية، وحاشاهم أن يقلدوا هذا أو ذاك، أو يأبهوا بما يرمون به لانفرادهم بلونهم عن لون المجتمع، فهم لا يقبلون أي عقيدة أو رأي، حتى تثبت بالتحقيق أنها حق وإن أجمع الناس على خلاف ذلك، ولا ينتهجون سبيلا، إلا على يقين من أنه سواء السبيل، ولا يقدمون على عمل ما لم يتشخص لهم بالتأمل والتدقيق أنه منطقي وخير ومقبول لدى العقل.
وفى حديث آخر رواه الترمذي في صحيحه عن حذيفة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
لا تكونوا إمعة؛ تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا! ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا. (4) والإمام الصادق (عليه السلام)، أيضا، في وصيته لأحد أصحابه يقول: