لعبادك، ولم يخب من فزع إليك برغبته وقصد إليك بحاجته ولم ترجع يد طالبة صفرا من عطائك ولا خائبة 84 من نحل 85 هباتك، وأي راحل رحل إليك فلم يجدك قريبا أم أي وافد وفد عليك فاقتطعته عوائق الرد دونك؟ بل أي محتفر من فضلك لم يمهه فيض جودك؟ وأي مستنبط لمزيدك أكدى دون استماحة سجال عطيتك.
إلهي 86! وقد قصدت إليك برغبتي وقرعت باب فضلك يد مسألتي وناجاك بخشوع الاستكانة قلبي، ووجدتك خير شفيع لي إليك، وقد علمت يا إلهي! 87 ما يحدث من طلبتي قبل أن يخطر بفكري أو يقع في خلدي، فصل اللهم دعائي إياك بإجابتي واشفع مسألتي بنجح طلبتي.
اللهم! وقد شملنا زيغ الفتن واستولت علينا عشوة الحيرة وقارعنا الذل والصغار وحكم علينا غير المأمونين في دينك وابتز أمورنا معادن الأبن ممن عطل حكمك 88 وسعي في إتلاف عبادك وإفساد بلادك، اللهم! وقد عاد فيئنا دولة بعد القسمة وإمارتنا غلبة بعد المشورة وعدنا ميراثا بعد الاختيار للأمة واشتريت الملاهي والمعازف بسهم اليتيم والأرملة، ورعى في مال الله من لا يرعى له حرمة، وحكم في أبشار المؤمنين أهل الذمة وولي القيام بأمورهم فاسق كل قبيلة، فلا ذائد يذودهم عن هلكة، ولا راع ينظر إليهم بعين الرحمة، ولا ذو شفقة يشبع الكبد الحري من مسغبة، فهم أولو ضرع بدار مضيعة وأسراء مسكنة