أحكام كتابك ومشيدا لما ورد من أعلام سنن نبيك صلى الله عليه وآله فاجعله اللهم! في حصانة من بأس المعتدين، وأشرق به القلوب المختلفة من بغاة الدين وبلغه أفضل ما بلغت به القائمين بقسطك من أتباع النبيين، اللهم! وأذلل به من لم تسهم له في الرجوع إلى محبتك ونصب له العداوة، وارم بحجرك من أراد التأليب على دينك بإذلاله وتشتيت جمعه، واغضب لمن لا قوة له ولا طائلة، عادى الأقربين والأبعدين فيك منا منك عليه لا منا منه عليك.
اللهم! كما نصب نفسه فيك غرضا للأبعدين وجاد ببذل مهجته لك في الذب عن حرم المسلمين ورد شر بغاة المرتدين ليخفي ما جهر به من المعاصي وأبدى ما كان نبذه العلماء وراء ظهورهم فيما أخذ ميثاقهم على أن بينوه للناس ولا يكتموه 97 ودعا إلى الإقرار لك بالطاعة وأن لا يجعل لك شريك 98 من خلقك يعلو أمره على أمرك مع ما يتجرعه فيك من مرارات الغيظ الجائحة لحواس 99 القلوب وما يعتوره من الغموم 100 ويفزع عليه من أحداث الخطوب ويشرق به من الغصص التي لا تبتلعها الحلوق ولا تحتوي عليها الضلوع عند نظره إلى أمر من أمرك لا تناله يده بتغييره ورده إلى محبتك، فاشدد اللهم أزره بنصرك وأطل باعه فيما قصر عنه من اطراد 101 الراتعين في حماك، وزد في قوته بسطة من تأييدك ولا توحشه من أنسه ولا تخترمه دون أمله من الصلاح الفاشي في أهل ملته والعدل الظاهر في أمته، اللهم! وشرف بما استقبل به من القيام لدي مواقف