شئ فردوه إلى الله والرسول. وقال: وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله.
أما العقيدة التي انبثقت عنها الديمقراطية، فهي عقيدة فصل الدين عن الحياة، وفصل الدين عن الدولة، وهي العقيدة المبنية على الحل الوسط بين رجال الدين النصارى الذين كان يسخرهم الملوك والقياصرة، ويتخذونهم مطية لاستغلال الشعوب وظلمها، ومص دمائها باسم الدين، والذين يريدون أن يكون كل شئ خاضعا لهم باسم الدين! وبين الفلاسفة والمفكرين الذين ينكرون الدين وسلطة رجال الدين، وهذه العقيدة لم تنكر الدين، لكنها ألغت دوره في الحياة، وفي الدولة، وبالتالي جعلت الإنسان هو الذي يضع نظامه. وهذه العقيدة هي القاعدة الفكرية التي بنى عليها الغرب أفكاره وعنها انبثق نظامه، وعلى أساسها عين اتجاهه الفكري ووجهة نظره في الحياة، وعنها انبثقت الديمقراطية.
أما الإسلام فإنه على النقيض كليا من ذلك، فهو مبني على العقيدة الإسلامية التي توجب تسيير جميع شؤون الحياة وجميع شؤون الدولة بأوامر الله ونواهيه، أي بالأحكام الشرعية المنبثقة عن هذه العقيدة، وأن الإنسان لا يملك أن يضع نظامه، وإنما عليه أن يسير وفق النظام الذي وضعه الله له.
وعلى أساس هذه العقيدة قامت حضارة الإسلام وعينت وجهة نظره في الحياة.
وكتب العاملي:
الإخوة الأعزاء، ما ذكرتموه صحيح في أكثر أنواع نظم الحكم التي تسمى بالديمقراطية، وليس في جميعها.. فلو تأملتم في نظريات الديمقراطية وتطبيقاتها لوجدتم أنها أنواع عديدة، فلا تستعجلوا بالتعميم في إصدار الحكم.
لو قال لكم شخص: أنا مسلم مؤمن بالإسلام وبوجوب تطبيق أحكامه، ولكن لو دار الأمر بين أن يحكمني بالإسلام الملا عمر.. أو يحكمني حاكم بنظام غير