وشخص يسلم إلى الحق بمجرد أن يسمعه لأنه مقتضى الفضيلة..
أحب أن أفكر بواقعية، لأن ديني يدعوني إلى الواقعية، وأسألك بغير الدين أين ضمان الفضيلة؟ مع تحيتي.
* * قال العاملي:
لم أجد تكملة هذا الموضوع في هجر، ولعله فقد، وأضيف له ثلاث نقاط:
الأولى أن قول أمير المؤمنين عليه السلام في مناجاته: (إلهي ما عبدتك خوفا من عقابك، ولا رغبة في ثوابك، ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك)، قول صحيح النسبة اليه عليه السلام فقد روته مصادرنا، وشرحه علماؤنا القدماء، قال ابن ميثم البحراني في شرح مائة كلمة لأمير المؤمنين عليه السلام ص 219: (قد حذف كل ما سوى الحق تعالى عن درجة الاعتبار، ولم يلحظ معه غيره وذلك هو الوصول التام).
ونسبه السيد الخوئي قدس سره بنحو الجزم، فقال في تفسير البيان ص 477: (قال أمير المؤمنين وسيد الموحدين صلوات الله عليه: ما عبدتك خوفا من نارك.. الخ.).
فلا عبرة بقول من نسبه إلى رابعة العدوية، وهي متأخرة عن عصر علي عليه السلام قرنا ونصفا، فقد توفيت سنة 180. (سير أعلام النبلاء: 8 / 243)!
وقد وقع بعضهم ومنهم الأخ أبو هاجر في خطأ في فهم معناه، فتصوروا أنه عليه السلام ينفي أن يكون عنده خوف من عذاب الله تعالى، أو طمع في جنته، مع أنه لا ينفي ذلك، بل يقول إنه يوجد معهما دافع أقوى منهما في شخصيته عليه السلام وهو أن الله سبحانه أهل للعبادة. وأن هذا الدافع أقوى المحركات في نفسه.
وتوضيحه أن الذي يريد الصلاة مثلا، يوجد عنده عادة أحد ثلاثة دوافع لها: