ماذا رأى أبو بصير، وماذا كان حال الإمام الصادق عليه السلام؟!
فهل نستطيع أن نفهم ما عرفه الإمام الصادق من يوم جده أبي عبد الله عليه السلام؟ أو ندرك ماذا قدم الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء وماذا جرى له، حتى أن الصديقة الكبرى سيدة نساء أهل الجنة عليها السلام، تبكي له في ملئها الأعلى فتضج لها السماوات، وتضج لغضبها النار والبحار؟!
ماذا عمل الإمام الحسين عليه السلام حتى أن الإمام المعصوم قال إن يومه لا شبيه له في الصعاب الكبرى التي مرت على الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، فقال عنه: ولا يوم كيومك يا أبا عبد الله!
قال الإمام الصادق عليه السلام: إن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام دخل يوما على الحسن عليه السلام فلما نظر إليه بكى فقال له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: أبكى لما يصنع بك. فقال له الحسن: إن الذي يؤتى إلي سم يدس إلي فأقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل، يدعون أنهم من أمة جدنا محمد، وينتحلون دين الاسلام، فيجتمعون على قتلك، وسفك دمك، وانتهاك حرمتك، وسبي ذراريك ونسائك، وانتهاب ثقلك، فعندها تحل ببني أمية اللعنة، وتمطر السماء رمادا ودما، ويبكي عليك كل شئ حتى الوحوش في الفلوات، والحيتان في البحار!). (أمالي الصدوق ص 177) هذه نفحة عن دافع العمل، وعن نفس العمل..
أما ثمرات عمله عليه السلام فقد روى شيخ المحدثين الصدوق قدس سره في ثواب الأعمال وشيخ الطائفة قدس سره في التهذيب، وسند الرواية في الكافي وفي كامل الزيارات في غاية الاعتبار، ومتنها في نهاية العظمة، عن الإمام الصادق عليه السلام قال:
(لموضع قبر الحسين حرمة معلومة، من عرفها واستجار بها أجير. قلت: صف لي موضعها؟ قال: إمسح من موضع قبره اليوم خمسة وعشرين ذراعا من قدامه، وخمسة