أولا: أن لكل إنسان طريقته في التعبير عن الحزن والتظاهر.. والناس تختلف باختلاف مستوياتهم، فمنهم من يعبر عن الحزن بالبكاء، ومنهم من يفضل الصمت، ومنهم من يلطم، ومنهم من يستعمل السلاسل، وما إلى ذلك، ومنهم من يستأنس بالاستماع إلى المحاضرة أو النعي.. وهذه ظاهرة طبيعية عند البشر فحتى الغربيين على سبيل المثال يعبرون عن حزنهم بطرق عديدة، فمنهم من يأخذ زوجته إلى السينما في يوم موت الشخص، ومنهم من يرتدي بدلة مهندمة ويرتئي الوقوف، ومنهم من يتظاهر ويصيح.
ثانيا: الشيعة يعتقدون بأنه لا يجوز الإضرار بالنفس ضررا معتدا به، وهذا ما لا يحصل غالبا في مواسم الحزن في عاشوراء. وأما كون شخص معين جرح نفسه جرحا بليغا معتدا به، فهذا مما لا يجوز، والشيعة غير مسؤولين عن تصرفات أفراد معدودين.
ثالثا: القول بأن هذا ضرب من الجنون لا يصح، فكما ترى الناس في المظاهرات العامة يصيحون ويقومون بمختلف الأعمال التي لا يقوم بها الإنسان في الوضع الطبيعي، فيلتمس لهم العذر لأن الإنسان في هذه الحالة يدافع عن مبدأ، وله طريقته الخاصة في ذلك.
رابعا: القول بأن هذا يعطي انطباعا سيئا عن الإسلام أمام الغربيين.
جوابه: أن الغرب أعطى انطباعا سيئا عن الإسلام في كل شئ، وقد حارب الحجاب وصوره قيدا للمرأة وإنقاصا من قيمتها! ووصف المسلمين بالإرهاب.. وما إلى ذلك! فمنذ متى كان المسلمون ملزمين بالتخلي عن مبادئهم وعاداتهم قبالة الغرب؟! ثم إن العديد من النصارى في بريطانيا يقومون بضرب رؤوسهم بزجاجات الخمر في بعض مناسباتهم!