كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم). وهذا الحديث يدل على أن ابن عباس بكى على إحدى المصائب التي حلت بالإسلام، والتي ارتكبها عمر حينما منع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب الكتاب الذي يحفظ المسلمين من الضلال.
بل روى أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وأبو يعلى في مسنده، بكاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما أخبره جبرائيل بقتل ولده الحسين عليه السلام وأتى له بتربتها وإيداع النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلك التربة عند أم سلمة، كل ذلك قبل وقوع المصيبة، فكيف إذا كان ذلك بعد المصيبة؟! ولا تظن يا محمد إبراهيم أنني عندما أوجه لك الأسئلة فأنا غير مطلع على أجوبتها، ولكنني أطرحها حتى يتبين مدى وهن مزاعمك وتقولاتك، وينكشف للكل من خلال تهربك الإجابة عن أسئلتي أنك فيما تقوله لا تستند إلا إلى اجتهاداتك، وإن خالفت فيها رأي علمائكم، أو ما ورد في أحاديثكم الصحيحة.
الفرق بيني وبينك أنك تريد أن تفرض اجتهاداتك الهشة، وأنا أريد أن استعرض أسس الأدلة بالنقد والتحليل، كما أنك لا تملك ثقافة كافية في كتبكم وفقهكم، ولهذا تطلق أحكاما عن غير علم، ثم تتورط فيما يترتب على كلامك، وتخشى أن تعترف ببطلان ما قلت حتى لا يظهر ضعفك في الحوار، فتصر على باطلك وتتهرب من الجواب.
ومن أسباب جهلك أنك لا ترجع إلى المصادر بشكل مستوفى قبل الجواب، بل تختلق في ذهنك شيئا ثم تدخل في النقاش، وما أن تواجهك الأسئلة بسبب ضعف مزاعمك لا تجد مفرا إلا أن تقول إن أسئلتي هي عن لون البكاء