لا يضرني إذا كانت مشاركاتي قليلة أو تأتي متأخرة أو أن كتابتي تنفع للكتب أكثر من شئ آخر، المهم أنني فيما أتحاور فيه أثبت ما أقول بالأدلة لا بالتخرصات والاجتهادات التي تخرجها من جيبك أيها الشيخ من دون أن تستند إلى قول عالم واحد من علمائكم! فهنيئا لك السرعة في الإجابة مع اعتمادك على الظنون والتخرصات والتقول على علمائكم ما لم يقولوه. ولا تحاول يا محمد أن تجعلني وإياك متساويين في النتيجة حيث قلت: لقد طلبت مني ما يثبت أن البكاء لا يكون إلا في قرب العهد بالميت وأتيتك ببعض الأحاديث وكلام الفقهاء، وأنت أتيت لي بالمثل، إذا فالمسألة خلافية كما ذكرت أنت بنفسك بين المدارس أو المذاهب.
فأنت لم تأت في كلامك بأي كلمة لأي فقيه من فقهائكم يصرح بعدم جواز البكاء مع بعد العهد، وهذا كان موضع نقاشنا وكلماتهم كانت أجنبية عن موضع نزاعنا. أما الأحاديث فكانت أجنبية عن موضع النزاع وما كان في موضع الخلاف الحديث الذي جاءت فيه عبارة: والعهد قريب، ودلالة الحديث على المنع ليست بالمنطوق وليست صريحة، فلم تأت أنت بحديث صريح عن النبي يقول فيه: لا يجوز البكاء على الميت بعد طول العهد أو بعد ثلاثة أيام، وبناء على ذلك فدلالة الحديث الذي وردت فيه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: والعهد قريب، تعتمد على المفهوم لا المنطوق، فلو قبلنا بمفهوم دليل الخطاب صح الإستدلال بعدم جواز البكاء مع طول العهد وإلا لم يصح. ولو كان الأمر مقتصرا على هذا الحديث لصح كلامك من أن المسألة خلافية، ولكنني أتيت إليك بحديث صريح يفيد جواز البكاء مع بعد العهد حيث بكى النبي على أمه، ولا يمكن للحكم المأخوذ من المفهوم أن يقابل الحكم المأخوذ من