وعنه أنقل ما يلي: كان الشبيه يترتب يوم العاشر في دار الميرزا قدس سره ثم يخرج للملأ مرتبا، وكذلك موكب السيوف، كان أهله يضربون رؤوسهم في داره ثم يخرجون، وكانت أثمان أكفانهم تؤخذ منه ودام هذا كله بجميع ما فيه إلى آخر أيام خلفه الصالح الورع الميرزا محمد تقي الشيرازي قدس سره، وكان الشبيه يترتب أيضا في داره، ومنه تخرج المواكب وإليه تعود، بيد أن موكب السيوف لم يتألف غير مرة، لأن القائمين به وهم الأتراك لا غيرهم، كانوا يومئذ قليلين ولقلتهم استحقروا موكبهم فتركوه من تلقاء أنفسهم. انتهى كلامه (أي الشيخ البلاغي)، ثم أضاف الشيخ حسن المظفر: وإن بعد عليك عهد الشيخ الأنصاري والسيد الشيرازي، فهذا بالأمس الأفقه الأورع الشيخ محمد طه نجف قدس سره يرى في النجف بل العراق جميع الأعمال المشار إليها وهو أقدر على المنع فلا يمنع!! إن المواكب جميعا حتى موكب القامات تدخل إلى داره وهي بتلك الهيئات المنكرة - المهيبة المخوفة - وهو لا يحرك شفته بحرف من المنع، بيد أنه يلطم معهم ويبكي وهو واقف مكانه. وكذا العلامة المتقن المتبحر السيد محمد آل بحر العلوم الطباطبائي، تقع في داره أعظم وأفخم مآتم النجف ويحضره جميع أهل العلم، ويقع فيه التمثيل الذي يقع في دار الشيخ وزيادة.. هذا غير كون الدار المذكورة موئلا لجميع المواكب وبها تضرب أرباب السيوف رؤوسها من لدن أيام السيد علي بحر العلوم أو قبله حتى اليوم، ومنها تخرج إلى الشوارع والبيوت والجواد العمومية وإليها تعود بلا إنكار ولا استيحاش.... الخ.
* وكتب (جابر الأنصاري) بتاريخ 20 - 4 - 2000، الرابعة عصرا: