المشعر الحرام لأنه معلم للعبادة - وكل ما جعل علما لطاعة الله يعتبر من شعائر الله. ويقول الطبرسي في هذا المجال: ومن يعظم شعائر الله: أي معالم دين الله، والأعلام التي نصبها لطاعته. (مجمع البيان: 7 / 133).
إذن كل ما يصير علما لطاعة الله فهو مندرج في الشعائر، ومن المعلوم أن الإمام الحسين عليه السلام الذي فدى نفسه لدين الله من أظهر معالم دين الله ومن ثم فإن سر اختصاص الشعائر الحسينية بهذا الاسم باعتبارها أحد تلك المعالم البارزة لشعائر الله، وإلا فإنه لم يرد نص في مثل هذه التسمية كما أسلفت. وهذا يعني أن الشعائر الحسينية هي من شعائر الله لا أن شعائر الله مخصوصة بها، وأحب أن أدعم كلامي باستفتاءات موجهة للسيد الخوئي:
سؤال: تقام في ذكرى الأربعين من كل عام مواكب العزاء، وتصور مشاهد ذلك اليوم من الخيام والخنادق وما شابه، ويصادف أن تقف النساء لمشاهدة الموقف، ومن هنا قال بعض الناس لما كانت هذه الأعمال تسبب موقف النساء إلى جنب الرجال وما قد يسببه هذا من أمور لا ترضي الله سبحانه، فإنه يجب ترك هذا العمل، فما تقولون؟
الجواب: لا يجب ترك العمل المزبور ولا بأس به في نفسه بل هو من شعائر المذهب، ولكن اللازم أن يسد طريق الفساد ويمنع منه، والله العالم.
(المسائل الشرعية: 2 / 335 سؤال 2 من مسائل حول العزاء الحسيني).
سؤال: هل يجوز البناء على القبور أو رفعها عن الأرض بمقدار شبر أو أكثر، وما هي الأدلة التي تؤيد ذلك؟
الجواب: نعم يجوز البناء على القبور ولا سيما قبور العلماء والأولياء والصالحين لأن هذا من تعظيم الشعائر المشمول في الآية الكريمة: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب. (صراط النجاة 2 / 439 السؤال 1378).