ورووا أن وائلة بن الأسفع وأبا وائل كانا يستمعان النوح، ويبكيان ولم ينقل إنكار أحد من الصحابة عليهم. (ذكر ذلك ابن قدامة كما بيناه أعلاه) ومن طريق الأصحاب ما روى أبو حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: مات ابن المغيرة فسألت أم سلمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يأذن لها في المضي إلى مناحته فأذن لها فندبت ابن عمها بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالت:
أنعى الوليد بن الوليد * أخا الوليد فتى العشيره حامي الحقيقة ماجدا * يسموا إلى طلب الوتيرهة قد كان غيثا للسنين * وجعفرا غدقا وميره فما عاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، ولا قال لها شيئا (1).
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة حين قتل جعفر بن أبي طالب: لا تدعين بذل ولا نكل ولا حرب وما قلت فيه فقد صدقت. (2).
وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالندب على حمزة. (3).
وعن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: أوقف لي من مالي كذا وكذا للنوادب يندبنني عشر سنين بمنى أيام منى. (4).
والجواب عما ذكروه من الحديث أنه يمكن أن يكون إشارة إلى النوح الذي يتضمن جزعا وسخطا، أو قولا باطلا، وأما قولهم يشبه التسخط والإستعابة فنحن نحرم ذلك، لكن ليس كل النوح كذلك، وإنما نبيح منه ما يتضمن ذكر خصائصه وفضائله وفواضله وحكاية التألم بفقده، وهذا لا يتضمن ما ذكروه.
وقد روينا عن الصادق عليه السلام أنه قال: لا بأس بأجر النائحة إذا قالت صدقا. (5). ذكره ابن بابويه فيمن لا يحضره الفقيه).