وعليه فيمكن الالتزام بصدور البكاء من الزهراء عليها السلام، وصدور البكاء من الإمام زين العابدين عليه السلام وبنفس الصورة التي وصلت إلينا، ولا غرابة في ذلك حيث أن يعقوب كان يعلم بأن يوسف كان حيا، ولكن كان بكاؤه لغيابه عنه، وكان نتيجة بكاؤه أن ذهبت عيناه، فمن باب الأولوية أن يكون بكاء الزهراء عليها السلام بالصورة التي وصلت إلينا، وهي ترى أن جهود أبيها قد ذهبت أدراج الرياح، وأن الإسلام قد انحرف عن مساره الحقيقي، وما سوف يترتب على ذلك من مصائب جمة على المسلمين نطق بها تاريخ المسلمين.. وأحد نتائج ذلك الانحراف واقعة كربلاء، والتي أدت إلى قتل ريحانة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحبيبه وولده بتلكم الصورة الفجيعة التي يعرف عظمها من خلال بكاء الإمام زين العابدين عليه السلام.
* * * كتب (الفارسي) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 10 - 1 - 2000، الثالثة صباحا، موضوعا بعنوان (إلى عمر والحوت والفاروق: لماذا لا تبكون على الميت؟!)، قال فيه:
البكاء والنياح على الميت: 138 - عن المغيرة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من نيح عليه يعذب بما نيح عليه. البخاري رقم 1229، ومسلم 6 / 235.
139 - وعن ابن عمر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الميت يعذب في قبره ما نيح عليه. البخاري رقم 1230.