ثم قال: أخبرني عن الناس خلفك؟
فقلت: الخبير سألت، قلوب الناس معك، وأسيافهم عليك، والقضاء ينزل من السماء.
فقال: صدقت لله الأمر وكل يوم هو في شأن، إن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته.
فقلت: أجل بلغك الله ما تحب، وكفاك ما تحذر، وسألته عن أشياء من نذور ومناسك فأخبرني بها، وحرك راحلته وقال: السلام عليك، ثم افترقنا.
وكان سلام الله عليه لما خرج اعترضه يحيى بن سعيد وجماعة أرسلهم عمرو بن سعيد بن العاص - والي يزيد يومئذ على مكة - فأبى عليهم الحسين عليه السلام وامتنع منهم هو وأصحابه امتناعا قويا، وتدافع الفريقان واضطربوا بالسياط.
وسار - بأبي وأمي - حتى أتى التنعيم (1) فلقي عيرا قد أقبلت من اليمن