المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٩٠
وعروة بن قيس (1)، وعمرو بن الحجاج الزبيدي، ومحمد بن عمرو التميمي (2):
أما بعد: فقد اخضر الجناب (3)، وأينعت الثمار، [وأعشبت الأرض، وأورقت الأشجار،] فإذا شئت فاقبل على جند لك مجندة والسلام.
وتواترت عليه الكتب حتى اجتمع عنده في نوب متفرقة اثنا عشر ألف كتاب، وهو مع ذلك يتأنى ولا يجبهم.
فورد عليه في يوم واحد ست مائة كتاب، وتلاقت الرسل كلها عنده فسألهم عن الناس، وقال لهاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي:
خبراني من اجتمع على هذا الكتاب؟
فذكرا له وجوه أهل الكوفة، وأولي الرأي منهم.
فقام - بأبي وأمي - عند ذلك فصلى ركعتين بين الركن والمقام، ثم كتب مع هاني وسعيد:
بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي.
إلي الملأ من المؤمنين والمسلمين:
أما بعد: فإن هانيا وسعيدا قدما علي بكتبكم، وكانا آخر من قدم علي من

(١) ظاهرا الصحيح: عزرة بن قيس. راجع: تاريخ الطبري ٥: ٣٥٣، أنساب الأشراف ٣: ١٥٨.
(٢) محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي الدارمي، من أهل الكوفة، له مع الحجاج وغيره من أمرائها أخبار، كان أحد أمراء الجند في صفين مع علي عليه السلام، توفي نحو ٨٥ ه‍. أنظر:
المحبر: ١٥٤ و ٣٣٨ و ٣٣٩، لسان الميزان ٥: ٣٣٠.
(3) في بعض المصادر: اخضرت الجنات، والجناب: الفناء، وما قرب من محلة القوم.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست