المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٨٧
من سليمان بن صردوالمسيب بن نجبة (1) ورفاعة بن شداد (2) وحبيب بن مظاهر (3) وشيعته المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة.
(١) هو: المسيب بن نجبة (نجية) بن ربيعة بن رياح الفزاري، تابعي، كان من وجوه أصحاب علي عليه السلام وشارك معه في مشاهده كلها، شهد القادسية وفتوح العراق، شارك في ثورة التوابين الذين خرجوا للمطالبة بدم الحسين وشهداءكربلاء، بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ولما قتل سليمان، أخذ الراية وقاتل بشجاعة حتى قتل.
كان المسيب من أشد الناس حسرة على عدم شهادته بين يدي ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد أعلن ندمه في خطابه الذي ألقاه على جموع التوابين، وقد أسف كثيرا على عدم نصرته له بعدما وصله كتاب الإمام ومبعوثه. أنظر: الإصابة ترجمة رقم ٨٤٢٤، مروج الذهب ٣: ٩٤، تاريخ الإسلام للذهبي ٥: ٢٤٨، الأعلام ٧: ٢٢٥ - ٢٢٦.
(٢) رفاعة بن شداد البجلي، قارئ من الشجعان المقدمين، من أهل الكوفة، من شيعة علي عليه السلام، قتل سنة ٦٦ ه. أنظر: الأعلام ٣: ٢٩.
(٣) حبيب بن مظاهر - أو مظهر أو مطهر - بن رئاب بن الأشتر بن حجون الأسدي الكندي ثم الفقعسي، تابعي، من القواد الشجعان، نزل الكوفة، صحب علي عليه السلام في حروبه كلها.
قال أصحاب السير: إن حبيبا نزل الكوفة وصحب عليا عليه السلام وكان من خاصته وحملة علومه، وكان من (شرطة الخميس) التي أوجدها الإمام علي عليه السلام في الكوفة، وكان ممن سعى لأخذ البيعة لمسلم بن عقيل عند دخوله الكوفة، وهو أحد الزعماء الكوفيين الذين كتبوا إلى الحسين عليه السلام، وكان معظما عند الحسين عليه السلام.
وعند التعبئة للقتال جعله الحسين على ميسرة أصحابه، وكان قد بذل محاولة لاستقدام أنصارا من بني أسد، وحال الجيش الأموي دون وصولهم معسكر الحسين عليه السلام.
أما قصة حواره مع ميثم التمار فهي مشهورة، وذلك أنهما مرا في مجلس لبني أسد قبل عاشوراء بسنوات، وتحدث كل منهما عن الكيفية التي سيستشهد بها الآخر، وكان ذلك مدعاة لتعجب الحاضرين. كان يرتجز يوم الطف ويقول:
أنا حبيب وأبي مظهر فارس هيجاء وحرب تسعر في كربلاء كان حبيب بن مظاهر مستبشرا بقرب استشهاده ورواحه الجنة، فكان يمزح مع برير بن خضير، ولما قتل حبيب هد ذلك حسينا فقال عليه السلام: أحتسب نفسي وحماة أصحابي. قتله بديل بن صريم الغفقاني، وكان عمره آنذاك ٧٥ سنة، وطافوا برأسه أيضا بالكوفة مع سائر رؤوس الشهداء.
أنظر: تاريخ الطبري ٥: ٣٥٢ - ٤٤٠، لسان الميزان ٢: ١٧٣، الأعلام ٢: ١٦٦.