بالخوارج، وقابلوه بما لم يقابلوا به أهل الخنا والريب.
جعجعوا (1) به ومنعوه المسير إلى بلاد الله، وحالوا بينه وبين ماء الفرات، حتى قضى شهيدا ظمآنا، مظلوما مهموما، مجاهدا مكابدا، صابرا محتسبا، قد نكثت بيعته، واستحلت حرمته، ولم يوف له بعهد، ولا رعيت فيه ذمة وعقد، وانتهبوا أمواله، وسبوا عياله، فلهفي لآل الرسول، وللخفرات من عقائل البتول، وقد ضاقت بهم المذاهب، وارتجت عليهم المسالك، مولهين مدلهين، خائفين مترقبين.
كانت بحيث عليها قومها ضرب * سرادقا أرضه من عزهم حرم يكاد من هيبة أن لا يطوف به * حتى الملائك لولا أنهم خدم فغودرت بين أدي القوم حاسرة * تسبى وليس لها من فيه تعتصم نعم لوت جيدها للعتب هاتفة * بقومها وحشاها ملؤه ضرم عجت بهم مذ على أبرادها اختلفت * أيدي العدو ولكن من لها بهم قومي الأولى عقدوا قدما مآزرهم * على الحمية ما ضيموا ولا اهتضموا ما بالهم لا عفت منهم رسومهم * قروا وقد حملتنا الأنين الرسم