والفراعنة والعمالقة، وأصحاب الرس والأخدود وغيرهم.
فالقول بتحريم تلاوة مناقب أهل المناقب من الموتى ومصائبهم يستلزم تحريم تلاوة الكتاب والسنة، وقراءة التاريخ وعلم الرجال، ومن يرضى لنفسه هذا الحمق! ويختار لبصيرته هذا العمي! نعوذ بالله من سفه الجاهلين.
وقف أمير المؤمنين عليه السلام على قبر خباب بن الأرت في ظهر الكوفة، وهو أول من دفن هناك فقال عليه السلام - في تأبينه -:
رحم الله خبابا، لقد أسلم راغبا، وهاجر طائعا، وعاش مجاهدا، وابتلي في جسمه أحوالا، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا.
ووقف الإمام زين العابدين على قبر جده أمير المؤمنين عليهما السلام فقال:
أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده، وعملت بكتابه، واتبعت سنن نبيه صلى الله عليه وآله، حتى دعاك الله إلى جواره، فقبضك إليه باختياره، لك كريم ثوابه، وألزم أعداءك الحجة في ظلمهم إياك مع ما لك من الحجج البالغة.
ووقف الإمام الصادق عليه السلام على قبر جده الإمام الحسين عليه السلام فقال:
أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وأطعت الله ورسوله، وعبدته مخلصا، وجاهدت في سبيله صابرا محتسبا حتى أتاك اليقين، فلعن الله أمة قتلتك، ولعن الله أمة ظلمتك، ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به. (1)