القول، كما هو مشهور بين أهل التاريخ.
وقول الفطحية بظهور عدم اندراج عبد الله في سفينة النجاة، لعدم كونه من أهل العلم الذي يتوهم النجاة من التمسك به. وقول الواقفية بظهور وفاة الكاظم (عليه السلام) وتواتره، ومن لم يقل بحياته (عليه السلام) قال بإمامة الأئمة الراشدين، على الترتيب المعروف بين الفرقة الناجية الاثني عشرية، على ما ذكره بعض العلماء (1) الكبار، ولعله (رحمه الله) لم يعتبر الأقوال السخيفة التي حدثت في بعض أيام التحير وانقراض القول بها.
ويمكن تأييد هذا بأنه لا يمكن خفاء المذهب الحق ومأخذه لطالب الحق والنجاة الذي خلى نفسه عن تبعية ما لا يجوز تبعيته المفتش للأقوال والآثار بحيث لا يرى أمرا يصلح كونه شبهة، فكيف يمكن كون مأخذ أصل من أصول الدين مختفيا في زمان من أزمنة التكليف، بحيث لا يكون معروفا في الكتب المدونة في هذا الأصل، ولا مذكورا في ألسن الباحثين بوجه من الوجوه، وبهذا الطريق يظهر بطلان أكثر المذاهب المخالفة للمذهب الحق، وما بقي محتاجا إلى الإبطال يبطل بالرواية المذكورة وبالجملة تخلف من عدا مذهب الإمامية الاثني عشرية عن سفينة النجاة ظاهر لمن تدبر فيما ذكرته سابقا وهاهنا.
ومما يؤيد هذا ما رواه ابن الأثير في جامع الأصول، في الفصل الأول من الباب الأول من الكتاب الرابع من حرف الخاء، وهو كتاب الخلافة، من صحيح البخاري ومسلم والترمذي وأبي داود، عن جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول:
يكون بعدي اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش.