محمد (صلى الله عليه وآله) إلى يوم القيامة، وكان الفتح في ذلك اليوم على يدي علي (عليه السلام) وقال النبي (صلى الله عليه وآله): لضربة علي خير من عبادة الثقلين.
" و " في غزاة " خيبر " واشتهار جهاده فيها غير خفي، وفتح الله على يده، فإن النبي (صلى الله عليه وآله) حصر حصنهم بضعة عشر يوما وكانت الراية بيد علي (عليه السلام) فأصابه رمد، فسلم النبي (صلى الله عليه وآله) الراية إلى أبي بكر، وانصرف مع جماعة، فرجعوا منهزمين خائفين، فرفعها من الغد إلى عمر، ففعل مثل ذلك، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لأسلمن الراية غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، كرار غير فرار، ائتوني بعلي، فقيل: به رمد، فتفل في عينيه ودفع الراية إليه، فقتل مرحبا، فانهزم أصحابه، وغلقوا الأبواب، ففتح علي (عليه السلام) الباب وأقلعه وجعله جسرا على الخندق، وعبروا وظفروا، فلما انصرفوا أخذ بيمينه ورماه أذرعا، وكان يغلقه عشرون، وعجز المسلمون عن نقله سبعون رجلا، وقال علي (عليه السلام): ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية، ولكن قلعته بقوة ربانية.
" و " في غزاة " حنين " وقد سار النبي (صلى الله عليه وآله) في عشرة آلاف من المسلمين، فتعجب أبو بكر من كثرتهم، وقال: لن نغلب اليوم لقلة، فانهزموا بأجمعهم، ولم يبق مع النبي (صلى الله عليه وآله) سوى تسعة نفر: علي، وعباس، وابنه، وأبو سفيان بن حرب، ونوفل بن الحرث، وربيعة بن الحرث، وعبد الله بن الزبير، وعتبة ومصعب ابنا أبي لهب، فخرج أبو جذول فقتله علي (عليه السلام) فانهزم المشركون، وأقبل النبي (صلى الله عليه وآله) وصادفوا العدو، فقتل علي (عليه السلام) أربعين، وانهزم الباقون، وغنمهم المسلمون، وغير ذلك من الوقائع المأثورة، والغزوات المشهورة التي نقلها أرباب السير، فيكون (عليه السلام) أفضل لقوله تعالى * (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على