سفينة النجاة - السرابي التنكابني - الصفحة ٣٧٣
" ومساواة الأنبياء " يدل على ذلك قوله (صلى الله عليه وآله) " من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب " أوجب مساواته للأنبياء في صفاتهم، والأنبياء أفضل من باقي الصحابة، فكان علي أفضل من باقي الصحابة، لأن المساوي للأفضل أفضل.
" وخبر الطائر " أهدي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) طائر مشوي، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي (عليه السلام) وأكل، والأحب إلى الله تعالى أفضل.
وذكر بعض كمالات أخر بعد كلام المصنف، وقال: وأجيب بأنه لا كلام في عموم مناقبه، ووفور فضائله، واتصافه بالكمالات، واختصاصه بالكرامات، إلا أنه لا يدل على الأفضلية بمعنى زيادة الثواب والكرامة عند الله، بعد ما ثبت من الاتفاق الجاري مجرى الاجماع على أفضلية (1) أبي بكر ثم عمر، ودلالة الكتاب والسنة

(١) من الدلائل على عدم مبالاته مثل أكثر أهل السنة، بما جرى على لسانه أنه حكم بأفضلية الأولين، وأغمض عن مقتضى ما سمعته وأوضحته مع مزيد، وهو اعتراف ابن عمر بأفضلية أمير المؤمنين (عليه السلام) من غير داع عليه، فليسا أفضلين، وبتقوي الأمارات عندكم بكونه ثقة، على ما رواه ابن البطريق عن مناقب ابن المغازلي، بإسناده عن نافع مولى عمر أنه قال لابن عمر: من خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: ما أنت لا أم لك، ثم قال: أستغفر الله خيرهم بعده من كان يحل له ما كان يحل له ويحرم عليه ما يحرم عليه، قلت: من هو؟ قال: علي سد أبواب المسجد وترك باب علي، وقال: لك في هذا المسجد مالي وعليك فيه ما علي، وأنت أبو ولدي ووصيي تقضي ديني، وتنجز عدتي، وتقتل على سنتي، كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني.
ومن مسند ابن حنبل، عن ابن عمر، قال: كنا نقول: خير الناس أبو بكر ثم عمر، ولقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لئن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم:
زوجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنته وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر.
اعلم أن ابن البطريق (رحمه الله) كان في المائة السادسة من الهجرة، وكانت الكتب التي روى الأخبار منها وذكر أسنادها إلى أصحابها معروفة متداولة، لم يمكن نسبة رواية إلى أحد ممن نسب إليه من غير أن تكون محققة، لكثرة المخالفين الطالبين زلته وقوتهم، إن قطع النظر عن ثقته، وما ذكرته في ابن عمر جار في ابن المغازلي وابن حنبل وفي الوسائط.
إذا عرفت هذا نقول: قول ابن عمر في رواية نافع " ما أنت لا أم لك " إشارة إلى كراهة هذا السؤال، لوجود الداعي على عدم الصدق، فاستغفر الله مما سولت له نفسه ونطق بالصواب. وقوله (صلى الله عليه وآله) " وتقتل على سنتي " يحتمل المعلوم والمجهول، والأول أظهر.
ويؤيده ما روى ابن البطريق (رحمه الله) في الفصل الرابع والعشرين من العمدة، من مسند ابن حنبل، بإسناده عن أبي المغيرة، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: طلبني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجدني نائما، فضربني برجله، فقال: قم والله لأرضينك، أنت أخي وأبو ولدي، تقاتل على سنتي. تعريضا بالثلاثة، وعلى تقدير كون يقتل على البناء للمفعول، فالظاهر أنه تعريض بعمر وعثمان، وقد عرفت مقتضى آخر رواية نافع، فلا حاجة إلى البيان " منه ".
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 3
2 موضوع الكتاب 4
3 الإمامة في نظر الشيعة، الإمامة في نظر السنة 5
4 هذه حجتنا 6
5 وتلك حجتهم، دعوة مخلصة 13
6 حول الكتاب 14
7 ترجمة المؤلف، اسمه ونسبه، الاطراء عليه 17
8 كراماته 18
9 تآليفه القيمة 20
10 مشايخه ومن روى عنهم، تلامذته ومن يروي عنه 22
11 ولادته ووفاته 23
12 في طريق التحقيق 24
13 مقدمة المؤلف 27
14 اثبات الصانع 28
15 علمه وقدرته وعدله وتوحيده تعالى 33
16 علمه تعالى عين ذاته 35
17 وجوده تعالى عين قدرته 36
18 الموجود مشترك معنوي بين الواجب والممكن 38
19 مختصر في نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله) 43
20 مباحث الإمامة 45
21 الإمامة من أصول العقائد 53
22 فيما استدل به على حجية الاجماع 58
23 في قول المبتدع بما لا يتضمن كفرا 60
24 فيما إذا قال واحد أو جماعة بقول وسكت الباقون 61
25 تحقيق الاتفاق في الأمر الذي يتعلق به غرض القادر على البطش 63
26 بعض ما جرى في سقيفة بني ساعدة 63
27 ما يتعلق بامامة أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب (عليه السلام) 70
28 آية المودة 70
29 حديث الغدير 76
30 آية الإكمال 83
31 حديث المنزلة 90
32 حديث وهو ولي كل مؤمن بعدي 97
33 حديث الثقلين 99
34 حديث السفينة 107
35 فيما يتعلق بامامة أبي بكر 109
36 الدليل الثاني من دليلي الطائفة الأولى على امامة أبي بكر 133
37 فيما يتعلق بامامة عمر 153
38 فيما يتعلق بامامة عثمان بن عفان 156
39 في مطاعن الثلاثة 161
40 خطبة الزهراء (عليها السلام) 171
41 بيعة أبي بكر كانت فلتة 185
42 كشف بيت فاطمة (عليها السلام) 191
43 التخلف عن جيش أسامة 196
44 حديث الإقالة 202
45 عدم العدالة في تقسيم الخمس 203
46 عدم العلم بمعنى الكلالة 204
47 نسبة الهجر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 205
48 منع المتعتين 209
49 انكار موت الرسول (صلى الله عليه وآله) 215
50 الأمر برجم الحاملة 219
51 الأمر برجم المجنونة 221
52 المنع من المغالاة في المهر 223
53 شناعة وقباحة 226
54 ضربه رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله) 228
55 عدم العلم بخلافته 233
56 الاعتراض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) 235
57 رأيه في الطلاق 237
58 شناعة آرائه وعقائده 237
59 ابداع التراويح 240
60 ضربه عمار ونفيه أبا ذر 244
61 ضرب ابن مسعود واحراق مصحفه 257
62 جهله بأحكام الشريعة 267
63 رده الحكم بن أبي العاص 269
64 تحقيق حول حديث العشرة المبشرة 271
65 تحقيق الروايات الواردة في مدح الخلفاء 276
66 شكاية علي (عليه السلام) ممن تقدمه 306
67 وصية العباس 320
68 كتاب علي (عليه السلام) إلى معاوية 326
69 كلامه (عليه السلام) في نهج البلاغة 330
70 ما ورد في حب علي (عليه السلام) وبغضه 331
71 الحق مع علي (عليه السلام) 341
72 فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) 353
73 حديث المناشدة 361
74 كلام شارح التجريد 366
75 مبيته (عليه السلام) في فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) 377
76 اثبات امامة باقي الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) 382
77 في مجمل من المعاد الجسماني 393