تبعد المسافة بينهم وبينه، وأن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الودائع التي عنده للناس، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) استودعه رجال مكة ودائع لهم لما يعرفونه من أمانته. وأما أبو بكر، فخرج معه.
وسألت النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد الحسني (رحمه الله) فقلت له: إذا كانت قريش قد محصت رأيها وألقى إليها إبليس - كما روي - ذلك الرأي، وهو أن يضربوه بأسياف من أيدي جماعة من بطون مختلفة، ليضيع دمه في بطون قريش، فلا تطلبه بنو عبد مناف، فلماذا انتظروا به تلك الليلة الصبح؟ فإن الرواية جاءت بأنهم كانوا تسوروا الدار، فعاينوا فيها شخصا مسجى بالبرد الحضرمي الأخضر، فلم يشكوا