قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد تمم الله نوره من السماء حين قال * (وآت ذا القربى حقه) * قالوا:
اللهم لا، قال: أمنكم أحد ناجى رسول الله ستة عشرة مرة غيري؟ حين نزل جبرئيل (عليه السلام) * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) * أعمل بها أحد غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: أمنكم أحد ولي غمض رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟ قالوا: لا، قال: أمنكم أحد آخر عهده برسول الله (صلى الله عليه وآله) حين وضعه في حفرته غيري؟ قالوا: لا.
قال عبد المحمود: وفي رواية أخرى عن صدر الأئمة عندهم موفق بن أحمد المكي يرويها عن فخر خوارزم محمود الزمخشري، بإسناده إلى أبي ذر، في مناشدة علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأهل الشورى، وهذا لفظها:
ناشدتكم الله هل تعلمون معاشر المهاجرين والأنصار، أن جبرئيل (عليه السلام) أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي، هل تعلمون كان هذا؟ قالوا: اللهم نعم، قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أن جبرئيل (عليه السلام) نزل على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد إن الله تعالى يأمرك أن تحب عليا وتحب من يحب عليا، فإن الله يحب عليا ويحب من يحب عليا؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لما أسري بي إلى السماء السابعة، دفعت إلى رفاف من نور، ثم دفعت إلى حجب من نور، فوعد النبي (صلى الله عليه وآله) الجبار لا إله إلا هو أشياء، فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب: نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي، فاستوص به، أتعلمون معاشر المهاجرين والأنصار كان هذا؟ فقال من بينهم أبو محمد - يعني: عبد الرحمن بن عوف -: سمعتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلا فصمتا.
قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أن أحدا كان يدخل المسجد جنبا غيري؟ قالوا: