المطلب - الوفاة أوصى به وله ثمانون أو أقل أو أكثر أبا طالب عمه، فأحسن تربيته، إلى أن قال: واستجاب لدعوته علي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وأبو بكر، وعثمان بن عفان، وسعد بن أبي وقاص ومن بعدهم، وخديجة أول الناس إسلاما، وعلي تلاها في الإسلام عند الأكثرين، فعاداه المشركون، وهموا بقتله، فأجاره أبو طالب (1) انتهى.
قوله " عند الأكثرين " قاطع على تقدير إسلام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وإلا لم يقل أحد منهم لانتفاء دواعي وضع المنقبة بالنسبة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) كما ظهر لك سابقا.
ومن صحيح الترمذي، عن عبد الله بن عمر، قال: لما آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه جاء علي تدمع عيناه، فقال له: يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد، قال: فسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أنت أخي في الدنيا والآخرة (2).
ومن صحيح مسلم والترمذي، عن سعد بن أبي وقاص: أن معاوية بن أبي سفيان أمر سعدا، فقال له: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلن أسبه، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول له وخلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان... مثل ما تقدم لسعد، لكن هنا إلا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فتطاولنا، فقال: ادعوا لي عليا، فأتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولما نزلت هذه الآية * (ندع أبناءنا وأبناءكم) * دعا