أدنى مراتب الإنصاف إلى احتمال المبالغة. أما سيرته (عليه السلام) في ترك ملاذ الدنيا وصغرها عنده، فأظهر من أن يحتاج إلى البيان. وأما كلامه (عليه السلام) في موارد شتى وطلاقه الدنيا طلقة لا رجعة فيها، فمشهور.
وثانيتها: روى ابن الأثير في جامع الأصول، في كتاب الفضائل، من صحيح الترمذي، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أن قال: رحم الله عليا، اللهم أدر الحق مع علي حيثما دار.
ولما لم يكن أمير المؤمنين (عليه السلام) متهما عند أحد لم يكن مبتلى بالنفاق، فكونه راوي فضيلة لنفسه لا يضر، فلهذا نقلوا الرواية في كتبهم المعتبرة، وعدوها من الصحاح، ولعل هذا المعنى مما بينه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مواضع متعددة بألفاظ متغايرة، فمنه ما اشتهر بين الخاصة والعامة، وهو أنه يدور الحق مع علي حيثما دار (1).
وثالثها: كون إطاعة أمير المؤمنين (عليه السلام) واجبة على المؤمنين (2)، كما يظهر مما