سفينة النجاة - السرابي التنكابني - الصفحة ٣٠٩
أدنى مراتب الإنصاف إلى احتمال المبالغة. أما سيرته (عليه السلام) في ترك ملاذ الدنيا وصغرها عنده، فأظهر من أن يحتاج إلى البيان. وأما كلامه (عليه السلام) في موارد شتى وطلاقه الدنيا طلقة لا رجعة فيها، فمشهور.
وثانيتها: روى ابن الأثير في جامع الأصول، في كتاب الفضائل، من صحيح الترمذي، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أن قال: رحم الله عليا، اللهم أدر الحق مع علي حيثما دار.
ولما لم يكن أمير المؤمنين (عليه السلام) متهما عند أحد لم يكن مبتلى بالنفاق، فكونه راوي فضيلة لنفسه لا يضر، فلهذا نقلوا الرواية في كتبهم المعتبرة، وعدوها من الصحاح، ولعل هذا المعنى مما بينه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مواضع متعددة بألفاظ متغايرة، فمنه ما اشتهر بين الخاصة والعامة، وهو أنه يدور الحق مع علي حيثما دار (1).
وثالثها: كون إطاعة أمير المؤمنين (عليه السلام) واجبة على المؤمنين (2)، كما يظهر مما

(١) راجع: إحقاق الحق ٤: ٤٤١، و ٥: ٢٨ و ٤٣ و ٦٢٣ - ٦٣٨، و ٦: ٢٩٠ - ٢٩١ و ٣٠٣، و ١٦: ٣٨٤ - ٣٩٧ وغيرها.
(٢) ويؤيد وجوب إطاعته (عليه السلام) ما رواه يحيى بن الحسن بن البطريق (رحمه الله) في الفصل الثالث والثلاثين من العمدة، من مناقب ابن المغازلي، بإسناده، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
يا علي إنك سيد المسلمين وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب الدين. وإذا انضم إلى ما ذكرته ونذكره من مناقبه وفضائله التي منها دوران الحق معه، لا يرتاب طالب الحق في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال بوجوب إطاعته، وهو كاشف عن أمر الله تعالى بها، لقوله تعالى في آل عمران * (قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين) * وقوله تعالى * (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) * وفي سورة النساء * (يا الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) * وقوله تعالى * (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله - إلى قوله - فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) * وقوله في سورة الأعراف * (قل يا أيها الناس أني رسول الله إليكم جميعا - إلى قوله - واتبعوه لعلكم تهتدون) *.
فإذا عرفت مفاد هذه الآيات وغيرها وعرفت فعل السابقين بأمير المؤمنين (عليه السلام) عرفت أن فعلهم به (عليه السلام) لا يناسب فعل مسلم بسيده، وفعل متق بإمامه، وفعل نحل بيعسوبه، فثبوت مراتبه الثابتة له (عليه السلام) بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكاشف عن أمر الله بالآيات المذكورة كاف في ثبوت أن ما لا يناسب مراتبه (عليه السلام) لم يكن ثابتا للسابقين، فتوهم مرتبة الإمامة لهم من التوهمات التي لا يليق بمصدق الكتاب والسنة " منه ".
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 3
2 موضوع الكتاب 4
3 الإمامة في نظر الشيعة، الإمامة في نظر السنة 5
4 هذه حجتنا 6
5 وتلك حجتهم، دعوة مخلصة 13
6 حول الكتاب 14
7 ترجمة المؤلف، اسمه ونسبه، الاطراء عليه 17
8 كراماته 18
9 تآليفه القيمة 20
10 مشايخه ومن روى عنهم، تلامذته ومن يروي عنه 22
11 ولادته ووفاته 23
12 في طريق التحقيق 24
13 مقدمة المؤلف 27
14 اثبات الصانع 28
15 علمه وقدرته وعدله وتوحيده تعالى 33
16 علمه تعالى عين ذاته 35
17 وجوده تعالى عين قدرته 36
18 الموجود مشترك معنوي بين الواجب والممكن 38
19 مختصر في نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله) 43
20 مباحث الإمامة 45
21 الإمامة من أصول العقائد 53
22 فيما استدل به على حجية الاجماع 58
23 في قول المبتدع بما لا يتضمن كفرا 60
24 فيما إذا قال واحد أو جماعة بقول وسكت الباقون 61
25 تحقيق الاتفاق في الأمر الذي يتعلق به غرض القادر على البطش 63
26 بعض ما جرى في سقيفة بني ساعدة 63
27 ما يتعلق بامامة أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب (عليه السلام) 70
28 آية المودة 70
29 حديث الغدير 76
30 آية الإكمال 83
31 حديث المنزلة 90
32 حديث وهو ولي كل مؤمن بعدي 97
33 حديث الثقلين 99
34 حديث السفينة 107
35 فيما يتعلق بامامة أبي بكر 109
36 الدليل الثاني من دليلي الطائفة الأولى على امامة أبي بكر 133
37 فيما يتعلق بامامة عمر 153
38 فيما يتعلق بامامة عثمان بن عفان 156
39 في مطاعن الثلاثة 161
40 خطبة الزهراء (عليها السلام) 171
41 بيعة أبي بكر كانت فلتة 185
42 كشف بيت فاطمة (عليها السلام) 191
43 التخلف عن جيش أسامة 196
44 حديث الإقالة 202
45 عدم العدالة في تقسيم الخمس 203
46 عدم العلم بمعنى الكلالة 204
47 نسبة الهجر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 205
48 منع المتعتين 209
49 انكار موت الرسول (صلى الله عليه وآله) 215
50 الأمر برجم الحاملة 219
51 الأمر برجم المجنونة 221
52 المنع من المغالاة في المهر 223
53 شناعة وقباحة 226
54 ضربه رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله) 228
55 عدم العلم بخلافته 233
56 الاعتراض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) 235
57 رأيه في الطلاق 237
58 شناعة آرائه وعقائده 237
59 ابداع التراويح 240
60 ضربه عمار ونفيه أبا ذر 244
61 ضرب ابن مسعود واحراق مصحفه 257
62 جهله بأحكام الشريعة 267
63 رده الحكم بن أبي العاص 269
64 تحقيق حول حديث العشرة المبشرة 271
65 تحقيق الروايات الواردة في مدح الخلفاء 276
66 شكاية علي (عليه السلام) ممن تقدمه 306
67 وصية العباس 320
68 كتاب علي (عليه السلام) إلى معاوية 326
69 كلامه (عليه السلام) في نهج البلاغة 330
70 ما ورد في حب علي (عليه السلام) وبغضه 331
71 الحق مع علي (عليه السلام) 341
72 فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) 353
73 حديث المناشدة 361
74 كلام شارح التجريد 366
75 مبيته (عليه السلام) في فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) 377
76 اثبات امامة باقي الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) 382
77 في مجمل من المعاد الجسماني 393