سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٢٠٧
بشعره، وجعل يلطم على رأسه، ويقول: لست مزارا فأعرف مواضع المزر، فخلصوه منه.
وعاش عمره لم يأخذ درهما لملك، ولا من وقف، ودفن في الكساء الذي صحبه من بلده، وكان يأكل من تاجر صحبه من بلده.
وأتاه القاضي الفاضل لزيارة الشافعي، فرآه يلقي الدرس، فجلس وجنبه إلى القبر، فصاح: قم قم، ظهرك إلى الامام؟! فقال: إن كنت مستدبره بقالبي، فأنا مستقبله بقلبي. فصاح فيه، وقال: ما تعبدنا بهذا، فخرج وهو لا يعقل.
قلت: مات الخبوشاني في ذي القعدة سنة سبع وثمانين وخمس مئة.
102 - السهروردي * العلامة، الفيلسوف السيماوي المنطقي، شهاب الدين يحيى بن حبش (1) بن أميرك (2) السهروردي، من كان يتوقد ذكاء، إلا أنه قليل الدين.
وقال ابن أبي أصيبعة (3): اسمه عمر، وكان أوحد في حكمة الأوائل،

* ترجم له ياقوت في إرشاد الأريب: ٧ / ٢٦٩، وابن خلكان في الوفيات: ٦ / 268، وابن أبي أصيبعة في الطبقات: 2 / 167، والذهبي في تاريخ الاسلام، الورقة: 138 (أحمد الثالث 2917 / 14)، والعبر: 4 / 290 واليافعي في مرآة الجنان: 3 / 434، والغساني في العسجد:
الورقة 97، وابن تغري بردي في النجوم: 6 / 114، وابن العماد في الشذرات 4 / 290 وغيرهم. وطبع غير كتاب من كتبه، وعني بدراسته والكتابة عنه المعنيون بالدراسات الفلسفية عموما والاسلامية الاشراقية خصوصا.
(1) قيدها ابن خلكان بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة (وفيات: 6 / 273).
(2) يعني أمير - بالتصغير - والأعاجم يضيفون الكاف في آخر مثل هذه الأسماء للتصغير مثل أحمدك، وعمرك، وعليك، ونحوها.
(3) (طبقات الأطباء): 2 / 167.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»