من لم يوجبها أصلا، وهم الخوارج (1) مطلقا، والأصم (2) بتقدير أن لا تظهر الفتن. ومنهم من أوجبها عقلا. ومنهم [من] أوجبها سمعا. والموجبون لها عقلا اختلفوا على قولين: فمنهم من أوجبها دفعا للضرر، فأوجب نصب الإمام بهذا الاعتبار على المكلفين، ومنهم من أوجبها لكونها لطفا في أداء الواجبات واجتناب المقبحات، فأوجب نصب الإمام بهذا الاعتبار على الله سبحانه وتعالى، والأول هو مذهب النظام والجاحظ (3) والخياط (4) وأبي الحسين البصري، والثاني مذهب الإمامية، وهو الحق.
لنا أن الأمة مع وجود الإمام تكون أقرب إلى فعل الطاعة، وأبعد من