العلم المخصوص، وإذا كان العلم حاصلا لهم كانوا عالمين بأن المعارضة مصلحة لهم، فكان الداعي ثابتا.
وإن أريد به المنع من المعارضة مع القدرة والعلم وتوفر الداعي كان ذلك إشارة إلى ما لا يعقل وجهه وهو باطل.
ولقائل أن يقول: لم لا يجوز أن تكون الصرفة بمعنى إزالة العلوم المعتبرة في الإتيان بمثل القرآن؟ (99) قوله: (يلزم من ذلك خروجهم عن العقل، إذ العقل عبارة عن علوم مخصوصة) قلنا: ليس كل علم داخلا في حقيقة العقل، فإن العلم بالصناعات خارج عن ذلك، وكذلك ما نحن فيه، فلم لا يجوز أن يكون عندهم من العلوم ما يكفي في الإتيان بمثل القرآن، فعند التحدي سلب الله ذلك عن جميعهم، فكان ذلك جهة الإعجاز. والله أعلم. (100)