و هذا لا يدفعني إلى الغرور، فأبادر بأنني لا أدعي أنني قمت بعمل يوفي معجم " تاج العروس " حقه من الرعاية والدراسة لكنني أعتبر جهدي خطوة متواضعة على طريق الاهتمام و رعاية أعمال بهذا المستوى وبهذه الأهمية.
و لا أزعم، على كل حال، أنني وصلت، ولكني أبادر إلى القول صادقا أنني حاولت و صبرت وقدمت جهدا أرضى عنه وأرتاح إليه، وما الكمال إلا لله وحده.
فتاج العروس ليس كتابا عاديا، إنه نتاج ضخم، وموسوعة لغوية فهو جامع لمجامع اللغات العربية الفصيحة وحاصر لأمهاتها المعتبرة الصحيحة.
و مع ذلك فأنا أعتذر سلفا عن كل تقصير أو سهو وقعت فيه، وقد كنت خلال فترة عملي أسابق الوقت، تصل ساعات العمل به يوميا إلى أكثر من أربع عشرة ساعة، وبشكل متواصل.
و أرجو أن أكون عند حسن ظن القارئ الكريم، باحثا كان أم دارسا أم لغويا أم قارئا عاديا، وأن يقبل زلاتي وهفواتي - بصدره الرحب - إن وجدت، وقد توجد وقد تكون كثيرة.
أرجو أن أكون قد قدمت بعملي خدمة، ولو بسيطة، في مسيرة إحياء تراثنا وتقديمه و تيسيره بشكل لائق ومهذب وبعيد عن التحريف والتزييف.
و أخيرا أرجو أن أكون قد وفقت أسال الله التوفيق و آخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين علي شيري بيروت 10 أيلول 1992