ونزئ كعني، صرح به أرباب الأفعال وهو منزوؤ به أي مولع، ورجل نزاء، وإذا كان الرجل على طريقة حسنة أو سيئة فتحول عنها إلى غيرها قلت مخاطبا لنفسك إنك لا تدري علام، أصله على ما حذفت ألفها لدخول حرف الجر، ورواه الجوهري: بم ينزأ بالبناء للمفعول هرمك (1) مضبوط في نسختنا ككتف، وهو الموجود بخط الصغاني، وفي نسخة شيخنا بالتحريك بم أي على أي شيء أو بأي شيء يولع عقلك ونفسك قاله ابن السكيت ومعناه أنك لا تدري إلام إلى أي شيء يؤول حالك من حسن أو قبيح.
* ومما يستدرك عليه:
النزئ على فعيل: السقاء الصغير، عن ابن الأعرابي، ونزأ لغة في نزع.
[نسأ]: نسأه، كمنعه: زجره وساقه، الذي قاله الجوهري وغيره، نسأ الإبل زجرها ليزداد سيرها، وفي لسان العرب: نسأ الدابة والناقة والإبل ينسؤها نسأ: زجرها وساقها. قال الشاعر:
وعنس كألواح الإران نسأتها * إذا قيل للمشبوبتين هما هما والمشبوبتان: الشعريان (3). كنسأه تنسئة، نقله الجوهري، قال الأعشى:
وما أم خشف بالعلاية شادن * تنسئ في برد الظلال غزالها بأحسن منها يوم قام نواعم * فأنكرن لما واجهتهن حالها ونسأ الشيء: أخره ينسؤه نسأ (3) ومنسأة، كأنسأه فعل وأفعل بمعنى. وفي الفصيح: ويقال: نسأ الله في أجله وأنسأ الله أجلك أي أخره وأبقاه، من النسأة، وهي التأخير، عن كراع في المجرد، وهو اختيار الأصمعي. وقال ابن القطاع: نسأ الله أجله وأنسأ في أجله. فعكسه، قاله شيخنا، والاسم النسيئة والنسيء وقيل: نسأه: كلأه بمعنى أخره، وأيضا: دفعه عن الحوض وفي اللسان: ونسأ الإبل: دفعها في السير وساقها، ونسأتها أيضا عن الحوض إذا أخرتها عنه، ونسأ اللبن نسأ ونسأه له ونسأه إياه: خلطه له بماء، واسمه النسء وسيأتي. ونسأت الظبية غزالها إذا رشحته بالتشديد ونسأ فلانا: سقاه النسء أي اللبن المخلوط بالماء أو الخمر ونسأ فلان في ظمء الإبل: زاد يوما في وردها وعليه اقتصر في الأساس أو يومين أو أكثر من ذلك، وعبارة المحكم: نسأ الإبل: زاد في وردها أو أخره (4) عن وقته، كذا في لسان العرب. ونسأت الدابة والماشية تنسأ نسأ: سمنت وقيل: بدأ سمنها، وهو حين نبات وبرها بعد تساقطه أي الوبر ونسأ الشيء: باعه بتأخير، تقول: نسأته البيع وأنسأته فعل وأفعل بمعنى.
وبعته بنسأة بالضم وبعته بكلأة ونسيئة على فعيلة (5) أي بعته بأخرة محركة، والنسيئة، والنسيء بالمد: الاسم منه.
والنسيء المذكور في قول الله تعالى: " إنما النسيء زيادة في الكفر " (6) شهر كانت تؤخره العرب في الجاهلية فنهى الله عز وجل عنه في كتابه العزيز حيث قال " إنما النسيء زيادة في الكفر " الآية، وذلك أنهم كانوا إذا صدروا من منى (7) يقوم رجل من كنانة فيقول: أنا الذي لا يرد لي قضاء، فيقولون: أنسئنا شهرا، أي أخر عنا حرمة المحرم واجعلها في صفر [لأنهم كانوا يكرهون أ، تتوالى عليهم ثلاثة اشهر لا يغييرون فيها، لأن معاشهم كان من الغارة] (8) فيحل لهم المحرم، كذا في الصحاح. وفي اللسان: النسيء المصدر ويكون المنسوء، مثل قتيل ومقتول، والنسيء فعيل بمعنى مفعول، من قولك: نسأت الشيء فهو منسوء، إذا أخرته، ثم يحول منسوء إلى نسيء، كما يحول مقتول إلى قتيل. ورجل ناسئ وقوم نسأة مثل فاسق وفسقة. وقرأت في كتاب الأنساب للبلاذري ما نصه: فمن بني فقيم جنادة، وهو أبو ثمامة، وهو القلمس بن أمية بن عوف بن قلع بن