الجنادب قاله ثعلب، والجنادب يأتي بيانها، وقال شمر: الجخدب والجخادب: الجندب: الضخم، وأنشد:
لهبان وقدت حزانه (1) * ترمض الجخدب فيه فيصر كذا قيده (2) شمر الجخدب هنا والجخادب والجخدب وأبو جخادباء (3) من الجراد أخضر طويل الرجلين، وهو اسم له معرفة، كما يقال للأسد: أبو الحارث، تقول: هذا أبو جخادب قد جاء، وقيل: هو ضخم أغبر أحرش (4)، وقال الليث: جخادى وأبو جخادى (5) من الجنادب، الياء ممالة، والاثنان: أبو جخاديين (6) لم يصرفوه وهو الجراد الأخضر، وهو الطويل الرجلين، ويقال له، أبو خجادب، بالباء، وقال الراجز:
وعانق الظل أبو جخادبا قال ابن الأعرابي: أبو جخادب: دابة، واسمه الحمطوط، والجخادباء أيضا: الجخادب، عن السيرافي، وأبو جخادبا (7): دابة نحو الحرباء وهو الجخدب أيضا، وجمعه جخادب، ويقال للواحد: جخادب والجخدب من الخنفساء: ضخم قال:
إذا صنعت أم الفضيل طعامها * إذا خنفساء ضخمة وجخادب كذا أنشده أبو حنيفة، على أن يكون قوله: فساء ضخ: مفاعلن، وتكلف بعض من جهل العروض صرف خنفساء هاهنا ليتم به الجزء فقال: خنفساء ضخمة.
والجخدبة: السرعة والجرأة ومنه: الجخدب كقنفذ وجندب: الأسد لسرعته وجرأته.
وجخدب كجعفر: اسم أبي الصلت كذا في النسخ، والصواب أبي الصقعب، كما قيده الحافظ وغيره، ابن جرعب بن أبي قرفة بن زاهر بن عامر بن قامشة بن وائلة الكوفي النسابة الشاعر، وفيه يقول جرير:
قبح الإله ولا يقبح غيره * بظرا تفلق عن مفارق جخدب (8) وكان ذا قدر بالكوفة وعلم، لقيه خالد بن سلمة المخزومي فقال: ما أنت من حنظلة الأكرمين، ولا سعد الأكثرين، ولا عمرو الأغرين، ولا من ضبة الأكياس، وما في أد خير بعد هؤلاء، فقال جخدب: ولست في قريش من أهل نبوتها، ولا من أهل خلافتها، ولا من أهل سدانتها، وما في قريش خير بعد هؤلاء.
قلت: وهو يروى عن عطاء، وعنه سفيان الثوري، كما نقله الحافظ.
[جدب]: الجدب: المحل نقيض الخصب: والعيب فهو مشترك أو مجاز كما أومأ إليه الراغب، قاله شيخنا، وجدب الشيء يجدبه كينصره ويجدبه كيضربه: عابه وذمه، الوجهان عن الفراء، واقتصر ابن سيده على الثاني، وفي الحديث " جدب لنا عمر السمر بعد عتمة " أي عابه وذمه، وكل عائب فهو جادب، قال ذو الرمة:
فيا لك من خد أسيل ومنطق * رخيم ومن خلق تعلل جادبه كذا في المحكم، يقول: لم (9) يجد فيه مقالا ولا يجد عيبا يعيبه (10) فيتعلل بالباطل، بالشيء يقوله وليس بعيب والجادب: الكاذب، في المحكم: قال صاحب العين: وليس له فعل، قال: وهو تصحيف، قال أبو زيد: وأما الجادب بالجيم: العائب.
والجندب بضم الدال والجندب بفتحها مع ضم أولهما والجندب كدرهم، حكاه سيبويه في الثلاثي، وفسره السيرافي بأنه الجندب، كذا في المحكم، وهي أضعف لغاته، لأنه وزن قليل، حتى قال أئمة الصرف: إنه لم يرد