فصل الثاء المثلثة مع الهمزة [ثأثأ]: ثأثأ الإبل: أرواها بالماء (1)، وقيل: سقاها حتى يذهب عطشها ولم يروها، وثأثأها: عطشها فهو ضد، فمن الإرواء قول الراجز (2):
إنك لن تثأثئ النهالا * بمثل أن تدارك السجالا وقال الأصمعي: ثأثأ عن القوم: دفع عنهم وثأثأ الرجل (3) عن الأمر: حبس، ويقال: ثأثئ عني الرجل، أي احبسه. وثأثأ الغضب: سكن، وقال ابن دريد: ثأثأ الرجل: أزال عن مكانه ويقال: ثأثأ النار أطفأها، قال الصاغاني: وهذا ينصر الإرواء، وكذلك ثأثأ غضبه إذا سكنه (4)، وعن أبي عمرو: وثأثأ بالتيس: دعاه للسفاد ومثله في كتاب أبي زيد وثأثأت الإبل: عطشت، ورويت، ضد أو شربت فلم ترو، كما تقدم، وثأثأ الرجل عن الشيء إذا أراده ثم بد له تركه (5).
وقال أبو زيد: تثأثأ الرجل تثأثؤا: أراد سفرا إلى أرض ثم بدا له الترك والمقام، بضم الميم، وقال الأصمعي: يقال لقي فلانا فتثأثأ (6) منه: هابه أي خافه، وعن أبي عمرو: الثأثاء: دعاء التيس للسفاد كالتأتاء وقد كرره المصنف.
وأثأته بسهم: رميته به، ويقال: أثوته، وعن الأصمعي: أثيته، وسيذكر في ث و أ قريبا، ووهم الجوهري فذكره هنا، وكذلك الكسائي ذكره هنا، قال الصاغاني: والصواب أن يفرد له تركيب بعد تركيب ثمأ، لأنه من باب أجأته أجيئه وأفأته أفيئه، وذكره الأزهري في تركيب أثأ، وهو غير سديد أيضا.
[ثدأ]: الثداء كزنار: نبت له ورق كأنه ورق الكراث، وقضبان طوال يدقها الناس، وهي رطبة فيتخذون منها أرشية يسقون بها، قاله أبو حنيفة، وقال مرة: هي شجرة طيبة يحبها المال ويأكلها، وأصولها بيض حلوة، ولها نور مثل نور الخطمي الأبيض. واحدته بهاء قال: وينبت في أصلها (7) الطراثيث وهو أشترغاز (8)، وزنجبيل العجم، وعرق الأنجذان الخراساني.
الثندأة لك بضم الأول والثالث (9) كالثدي لها، أي للمرأة وهو قول الأكثر، وعليه جرى في الفصيح، وقد جاء في الحديث في صفة النبي صلى الله عليه وسلم " عاري الثندأتين " أراد أنه لم يكن على ذلك الموضع لحم أو هي معزز الثدي، وهو قول الأصمعي أو هي اللحم الذي حوله، وهو قول ابن السكيت، وقيل: هي والثدي مترادفان، قال ابن السكيت: وإذا فتحت الكلمة فلا تهمز، هي ثندوة كفعلوة مثل (10) قرنوة وعرقوة، وإذا ضممت أولها همزت، فتكون فعللة، وقوله كفعلوة إشارة إلى أن النون أصلية والواو زائدة، وقد صرح بهذا الفرق قطرب أيضا، وأشار له الجوهري في الصحاح.
وفي المصباح: الثندوة وزنها فنعلة، فتكون النون زائدة والواو أصلية، وكان رؤبة يهمزها، وقال أبو عبيد: وعامة العرب لا تهمزها.
وحكى في البارع ضم الثاء مهموزا وفتحها معتلا، وجمعها على ما قال ابن السكيت ثناد، على النقص، وأهمله المصنف، وقال صاحب الواعي: الجمع على اللغتين ثنادة وثناد.
* ومما يستدرك عليه:
في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص " في الأنف إذا جدع الدية، وإن جدعت ثندؤته فنصف العقل " قال ابن الأثير: أراد بالثندؤة في هذا الموضع روثة الأنف.
والأثيداء مصغرا مكان بعكاظ، قال ياقوت في المعجم: يجوز أن يكون تصغير الثأد بنقل الهمزة إلى أوله.
[ثرطأ]: الثرطئة بالكسر وقد حكيت بغير همز وضعا، قال الأزهري إن كانت الهمزة أصلية فالكلمة رباعية، وإن لم تكن أصلية فهي ثلاثية. والغرقئ مثله: الرجل الثقيل