[حزب]: الحزب (*): الورد وزنا ومعنى، والورد، إما أنه النوبة في ورود الماء، وهو أصل معناه، كذا في المطالع والمشارق والنهاية، أو هو ورد الرجل من القرآن والصلاة، كذا في الأساس ولسان العرب وغيرهما، وإطلاق الحزب على ما يجعله الإنسان على نفسه في وقت مما ذكر مجاز، على ما في المطالع والأساس، وفي الغريبين والنهاية: الحزب: النوبة في ورد الماء، وفي لسان العرب: الحزب الورد، وورد الرجل من القرآن والصلاة: حزبه، انتهى، فتعين أن يكون المراد من قول المؤلف الورد هو النوبة في ورد الماء لأصالته، فلا إهمال من الجوهري والمجد على ما زعم شيخنا. وفي الحديث " طرأ علي حزبي من القرآن فأحببت أن لا أخرج حتى أقضيه " طرأ علي يريد أنه بدأ في حزبه كأنه طلع عليه، من قولك طرأ فلان إلى بلد كذا وكذا فهو طارئ إليه، أي أنه (1) طلع إليه حديثا غيرتان (2) فيه، وقد حزبت القرآن: جعلته أحزابا، وفي حديث أوس بن حذيفة " سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تحزبون القرآن " وكل ذلك إطلاق إسلامي، كما لا يخفى والحزب: الطائفة، كما في الأساس وغيره. وفي لسان العرب: الحزب: الصنف من الناس: " كل حزب بما لديهم فرحون (3) أي كل طائفة هواهم واحد. وفي الحديث: " اللهم اهزم الأحزاب وزلزلهم ". الأحزاب: الطوائف من الناس جمع حزب بالكسر، ويمكن أن يكون تسمية الحزب من هذا المعنى، أي الطائفة التي وظفها على نفسه يقرؤها، فيكون مجازا، كما يفهم من الأساس.
والحزب: السلاح، أغفله في لسان العرب والصحاح، وأورده في المحكم، والسلاح: آلة الحرب ونسبه الصاغاني لهذيل وقال: سموه تشبيها وسعة. والحزب: جماعة الناس، والجمع أحزاب، وبه صدر ابن منظور، وأورده في الأساس، وغيره من كتب اللغة، وليس بتكرار مع ما قبله ولا عطف تفسير كما زعمه شيخنا، ويظهر ذلك بالتأمل والأحزاب جمعه أي الحزب وتطلق على جمع أي طوائف كانوا تألبوا وتظاهروا على حرب النبي صلى الله عليه وسلم وفي الصحاح على محاربة الأنبياء عليهم السلام، وهو إطلاق شرعي. والحزب: النصيب، يقال: أعطني حزبي من المال أي حظي ونصيبي، كما في المصباح والصراح (4) ولعل إغفال الجوهري والمجد إياه لما ذهب إليه ابن الأعرابي، ونقل عنه ابن منظور: الحزب: الجماعة. والجزب بالجيم: النصيب، وقد سبق، فلا إهمال حينئذ كما زعمه شيخنا والحزب: جند الرجل، جماعته المستعدة للقتال ونحوه، أورده أهل الغريب وفسروا به قوله تعالى: " أولئك حزب الشيطان " (5) أي جنده، وعليه اقتصر الجوهري. وحزب الرجل: أصحابه (6) الذين على رأيه والجمع كالجمع، والمنافقون والكافرون حزب الشيطان، وكل قوم تشاكلت قلوبهم وأعمالهم فهم أحزاب وإن لم يلق بعضهم بعضا، كذا في المعجم. وفي التنزيل " إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب " (7) فهم قوم نوح وعاد وثمود ومن أهلكه الله من بعدهم (8) مثل فرعون، أولئك الأحزاب. وفي الحديث ذكر يوم الأحزاب هو غزوة الخندق، وسورة الأحزاب معروفة، ومسجد الأحزاب من المساجد المعروفة التي بنيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنشد ثعلب:
إذ لا يزال غزال فيه يفتنني * يأوي إلى مسجد الأحزاب منتقبا قلت: البيت لعبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي، وكان من قصته أنه لما ولي الحسن بن يزيد المدينة منع المذكور أن يؤم بالناس في مسجد الأحزاب فقال له: أصلح الله الأمير لم منعتني مقامي ومقام آبائي وأجدادي قبلي؟ قال ما منعك منه إلا يوم الأربعاء، يريد قوله: