صبرا بغيض بن ريث إنها رحم * حبتم بها فأناختكم بجعجاع وفلان أعق وأحوب، قال الأزهري: وبنو أسد يقولون: الحائب، للقاتل، وقد حاب يحوب، وقال الزجاج: الحوب: الإثم، والحوب فعل الرجل، تقول: حاب حوبا، كقولك خان خونا، وفي حديث أبي هريرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الربا سبعون حوبا، أيسرها مثل وقوع الرجل على أمه، وأربى الربا عرض المسلم " قال شمر: قوله (1) حوبا، كأنه سبعون ضربا من الإثم، وقال الفراء في قوله تعالى: " إنه كان حوبا " الحوب: الإثم العظيم، وقرأ الحسن " إنه كان حوبا " وروي سعيد (2) عن قتادة أنه قال إنه كان حوبا أي ظلما، وفي الحديث " كان إذا دخل إلى أهله قال: توبا توبا لا يغادر (3) علينا حوبا ".
والحوب: الحزن وقيل: الوحشة، ويضم فيهما، الأخير عن خالد بن جنبة، قال الشاعر:
إن طريق مثقب (4) لحوب أي وعث صعب، وقيل في قول أبي دواد الإيادي.
يوما ستدركه النكباء والحوب (5) أي الوحشة، وبه فسر الهروي قوله صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب الأنصاري، وقد ذهب إلى طلاق أم أيوب " إن طلاق أم أيوب لحوب " التفسير عن شمر، قال ابن الأثير: أي لوحشة أو إثم. وإنما أثمه بطلاقها لأنها كانت مصلحة له في دينه.
والحوب: الفن، يقال: سمعت من هذا حوبين، ورأيت منه حوبين، أي فنين وضربين، قال ذو الرمة:
تسمع من تيهائه الأفلال * عن اليمين وعن الشمال حوبين من هماهم الأغوال والحوب: الجهد والمسكنة (6) والحاجة، وأنشد ابن الأعرابي:
وصفاحة مثل الفنيق منحتها * عيال ابن حوب جنبته أقاربه وقال مرة: ابن حوب رجل مجهود محتاج، لا يعني في كل ذلك رجلا بعينه، إنما يريد هذا النوع، والحوب: الوجع ويوجد في بعض النسخ هنا الرجوع، وهو خطأ.
والحوب: ع بديار ربيعة.
والحوب: الجمل الضخم، قاله الليث، وأنشد للفرزدق:
وما رجعت أزدية في ختانها * ولا شربت في جلد حوب معلب قال: وسمي الجمل حوبا يزجره، كما سمي البغل عدسا يزجره، وسمي الغراب غاقا بصوته، وقال غيره: الحوب: الجمل ثم كثر استعماله حتى صار زجرا له، وعن الليث: الحوب: زجر البعير ليمضي فقالوا: حوب مثلثة الباء وحاب بكسرها وللناقة: حل وحل وحلى (7)، وقال ابن الأثير: حوب زجر لذكور (8) الإبل ، مثل حل لإناثها، وتضم الباء وتفتح وتكسر، وإذا نكر دخله التنوين، وفي الحديث " أنه كان إذا قدم من سفر قال: آيبون تائبون، لربنا حامدون: حوبا حوبا " كأنه لما فرغ من كلامه زجر بعيره، فحوبا حوبا بمنزلة سيرا سيرا.
والحوب بالضم: الهلاك، قال الهذلي، وقيل لأبي دواد الإيادي:
وكل حصن وإن طالت سلامته * يوما سيدركه النكراء والحوب (9)