خالد بن معدان " لو يعلم الناس ما في الحلبة لاشتروها ولو بوزنها ذهبا " قال ابن الأثير: الحلبة: حب معروف (1).
قلت: والحديث رواه الطبراني في الكبير من طريق معاذ بن جبل، ولكن سنده لا يخلو عن نظر، كذا في المقاصد الحسنة.
والحلبة: حصن باليمن في جبل برع.
والحلبة: سواد صرف، أي خالص، والحلبة: الفريقة: ككنيسة، طعام النفساء كالحلبة بضمتين، قاله ابن الأثير، والحلبة: العرفج والقتاد قاله أبو حنيفة، وصار ورق العضاه حلبة إذا خرج ورقه وعسا واغبر وغلظ عوده وشوكه، وقال ابن الأثير: قيل: هو من ثمر العضاه، قال: وقد تضم اللام، ومن أمثالهم.
" لبث قليلا تلحق الحلائب " يعني الجماعات، وحلائب الرجل: أنصاره من أولاد العم خاصة، هكذا يقوله الأصمعي، فإن كانوا من غير بني أبيه فليسوا بحلائب، قال الحارث بن حلزة:
ونحن غداة العين لما دعوتنا * منعناك إذا ثابت عليك الحلائب ومن المجاز حوالب البئر وحوالب العين (2) الفوارة والعين (2) الدامعة: منابع مائها وموادها، قال الكميت:
تدفق جودا إذا ما البحا * ر غاضت حوالبها الحفل أي غارت موادها.
قلت: وكذا حوالب الضرع والذكر والأنف، يقال: مدت الضرع حوالبه، وسيأتي قول الشماخ.
والحلب كسكر: نبت ينبت في القيظ بالقيعان وشطآن الأودية، ويلزق بالأرض حتى يكاد يسوخ ولا تأكله الإبل، إنما تأكله الشاء والظباء، وهي مغزرة مسمنة، وتحتبل عليها الظباء، يقال: تيس حلب وتيس ذو حلب، وهي بقلة جعدة غبراء في خضرة تنبسط على الأرض يسيل منها اللبن إذا قطع منها شيء، قال النابغة يصف فرسا:
بعاري النواهق صلت الجبي * ن يستن كالتيس ذي الحلب (3) ومنه قوله:
أقب كتيس الحلب الغذوان (4) * وقال أبو حنيفة: الحلب: نبت ينبسط على الأرض وتدوم خضرته، له ورق صغار، ويدبغ به، وقال أبو زياد: من الخلفة: الحلب، وهي شجرة تسطح على الأرض لازقة بها شديدة الخضرة، وأكثر نباتها حين يشتد الحر، قال: وعن الأعراب القدم: الحلب يسلنطح في الأرض له ورق صغار، مر، وأصل يبعد في الأرض، وله قضبان صغار، وعن الأصمعي: أسرع الظباء تيس الحلب، لأنه قد رعى الربيع والربل، والربل ما تربل من الريحة (5) في أيام الصفرية وهي عشرون يوما من آخر القيظ والريحة (5) تكون من الحلب والنصي والرخامي والمكر، وهو أن يظهر النبت في أصوله، فالتي بقيت من العام الأول في الأرض ترب الثرى، أي تلزمه.
وسقاء حلبي ومحلوب، الأخيرة عن أبي حنيفة: دبغ به، قال الراجز:
دلو تمأى دبغت بالحلب تمأى أي اتسع.
والحلب بضمتين كجنب: السود من كل الحيوان، والحلب: الفهماء منا أي بني آدم (6)، قاله ابن الأعرابي.
وحلبب كشربب: ثمر نبت قيل: هو ثمر العضاه.
وحلبان محركة: ة باليمن قرب نجران، وماء لبني قشير، قال المخبل السعدي:
صرموا لأبرهة الأمور محلها * حلبان فانطلقوا مع الأقوال