القفيل: السوط، وقال أبو عبيدة في قوله تعالى: " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " (1) أي لصقت بالأرض لحب الخيل حتى فاتتني الصلاة (2) أو أحب البعير إحبابا: أصابه كسر أو مرض فلم يبرح مكانه حتى يبرأ أو يموت قال ثعلب: ويقال للبعير الحسير: محب، وأنشد يصف امرأة قاست عجيزتها بحبل وبعثت (3) به إلى أقرانها.
جبت نساء العالمين بالسبب * فهن بعد كلهن كالمحب وقال أبو الهيثم: الإحباب: أن يشرف البعير على الموت من شدة المرض فيبرك ولا يقدر أن ينبعث، قال الراجز:
ما كان ذنبي من محب بارك * أتاه أمر الله وهو هالك والإحباب: البرء من كل مرض، يقال: أحب فلان إذا برأ من (4) مرضه، وأحب الزرع وألب صار ذا حب، وذلك إذا دخل فيه الأكل وتنشأ الحب واللب فيه.
واستحبت كرش المال إذا أمسكت الماء وطال ظمؤها، وإنما يكون ذلك إذا التقت الصرفة (5) والجبهة وطلع معهما سهيل.
والحبة: واحدة الحب، والحب: الزرع صغيرا كان أو كبيرا، والحب: معروف مستعمل في أشياء جمة حبة من بر، وحبة من شعير، حتى يقولوا: حبة من عنب، والحبة من الشعير والبر ونحوهما ج حبات وحب وحبوب وحبان كتمران في تمر، وهذه الأخيرة نادرة، لأن فعلة لا يجمع (6) على فعلان إلا بعد (7) طرح الزائد.
والحبة: الحاجة.
والحبة بالضم: المحبة وقد تقدم، وعجم العنب، وقد يخفف فيقال الحبة كثبة.
والحبة بالكسر بزور البقول وروى الأزهري عن الكسائي: الحبة: حب الرياحين وواحدة الحبة حبة أو هي نبت ينبت في الحشيش صغير أو (8) هي الحبوب المختلفة من كل شيء وبه فسر حديث أهل النار " فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل " والحميل: ما يحمل السيل من طين أو غثاء (9)، والجمع حبب، وقيل: ما كان له حب من النبات فاسم ذلك الحب الحبة أو هي ما كان من بزر العشب قاله ابن دريد أو هي جميع بزور النبات قاله أبو حنيفة، وقيل: الحبة بالكسر: بزور الصحراء مما ليس بقوت وواحدها حبة بالكسر، وحبة بالفتح عن الكسائي، قال: فأما الحب فليس إلا الحنطة والشعير، واحدتها حبة بالفتح، وإنما افترقا في الجمع، وقال الجوهري: الحبة: واحدة حب (10 الحنطة ونحوها من الحبوب، أو الحبة بالكسر بزر كل ما نبت وحده بلا بذر، وكل ما بذر فبالفتح وقال أبو زياد: الحبة بالكسر اليبيس المتكسر المتراكم بعضه على بعض، رواه عنه أبو حنيفة، وأنشد قول أبي النجم:
تبقلت من أول التبقل * في حبة حرف وحمض هيكل قال الأزهري: ويقال لحب الرياحين حبة، أي بالكسر، والواحدة (11) منها حبة أي بالفتح أو الحبة: يابس البقل والحبة حب (12) البقل الذي ينتثر، قال الأزهري، وسمعت العرب يقولون (13) رعينا الحبة، وذلك في آخر الصيف إذا هاجت الأرض ويبس البقل والعشب وتناثرت بزورها وورقها، فإذا رعتها النعم سمنت عليها قال: ورأيتهم يسمون الحبة بعد الانتثار القميم والقف، وتمام سمن النعم بعد التبقل ورعي العشب يكون بسف الحبة