لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٥٠٤
وذكر فتنة فقال تشبه مقبلة وتبين مدبرة، قال شمر: معناه أن الفتنة إذا أقبلت شبهت على القوم وأرتهم أنهم على الحق حتى يدخلوا فيها ويركبوا منها ما لا يحل، فإذا أدبرت وانقضت بان أمرها، فعلم من دخل فيها أنه كان على الخطأ. والشبهة: الالتباس. وأمور مشتبهة ومشبهة (* قوله ومشبهة كذا ضبط في الأصل والمحكم، وقال المجد:
مشبهة كمعظمة): مشكلة يشبه بعضها بعضا، قال:
واعلم بأنك في زما ن مشبهات هن هنه وبينهم أشباه أي أشياء يتشابهون فيها. وشبه عليه: خلط عليه الأمر حتى اشتبه بغيره. وفيه مشابه من فلان أي أشباه، ولم يقولوا في واحدته مشبهة، وقد كان قياسه ذلك، لكنهم استغنوا بشبه عنه فهو من باب ملامح ومذاكير، ومنه قولهم: لم يسر رجل قط ليلة حتى يصبح إلا أصبح وفي وجهه مشابه من أمه.
وفيه شبهة منه أي شبه. وفي الحديث الديات: دية شبه العمد أثلاث، هو أن ترمي إنسانا بشئ ليس من عادته أن يقتل مثله، وليس من غرضك قتله، فيصادف قضاء وقدرا فيقع في مقتل فيقتل، فيجب فيه الدية دون القصاص. ويقال:
شبهت هذا بهذا، وأشبه فلان فلانا. وفي التنزيل العزيز: منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، قيل: معناه يشبه بعضها بعضا. قال أبو منصور: وقد اختلف المفسرون في تفسير قوله وأخر متشابهات، فروي عن ابن عباس أنه قال: المتشابهات ألم الر، وما اشتبه على اليهود من هذه ونحوها. قال أبو منصور: وهذا لو كان صحيحا ابن عباس كان مسلما له، ولكن أهل المعرفة بالأخبار وهنوا إسناده، وكان الفراء يذهب إلى ما روي عن ابن عباس، وروي عن الضحاك أنه قال: المحكمات ما لم ينسخ، والمتشابهات ما قد نسخ. وقال غيره: المتشابهات هي الآيات التي نزلت في ذكر القيامة والبعث ضرب قوله: وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد أفترى على الله كذبا أم به جنة، وضرب قوله: وقالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون، فهذا الذي تشابه عليهم، فأعلمهم الله الوجه الذي ينبغي أن يستدلوا به على أن هذا المتشابه عليهم كالظاهر لو تدبروه فقال: وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون، أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم، أي إذا كنتم أقررتم بالإنشاء والابتداء فما تنكرون من البعث والنشور، وهذا قول كثير من أهل العلم وهو بين واضح، ومما يدل على هذا القول قوله عز وجل:
فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، أي أنهم طلبوا تأويل بعثهم وإحيائهم فأعلم الله أن تأويل ذلك ووقته لا يعلمه إلا الله عز وجل، والدليل على ذلك قوله: هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله، يريد قيام الساعة وما وعدوا من البعث والنشور، والله أعلم. وأما قوله: وأتوا به متشابها، فإن أهل اللغة قالوا معنى متشابها يشبه بعضه بعضا في الجودة والحسن، وقال المفسرون: متشابها يشبه بعضه بعضا في الصورة ويختلف في الطعم، ودليل المفسرين قوله تعالى: هذا الذي
(٥٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564