لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٤٩٩
تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما. قال اللحياني: بلغنا أنهم النساء والصبيان الصغار لأنهم جهال بموضع النفقة. قال: وروي عن ابن عباس أنه قال: النساء أسفه السفهاء. وفي التهذيب: ولا تؤتوا السفهاء أموالكم، يعني المرأة والولد، وسميت سفيهة لضعف عقلها، ولأنها تحسن سياسة مالها، وكذلك الأولاد ما لم يؤنس رشدهم. وقول المشركين للنبي، صلى الله عليه وسلم: أتسفه أحلامنا، معناه أتجهل أحلامنا.
وقوله تعالى: فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا، السفيه:
الخفيف العقل من قولهم تسفهت الرياح الشئ إذا استخفته فحركته.
وقال مجاهد: السفيه الجاهل والضعيف الأحمق، قال ابن عرفة: والجاهل ههنا هو الجاهل بالأحكام لا يحسن الإملال ولا يدري كيف هو، ولو كان جاهلا في أحواله كلها ما جاز له أن يداين، وقال ابن سيده: معناه إن كان جاهلا أو صغيرا. وقال اللحياني: السفيه الجاهل بالإملال. قال ابن سيده: وهذا خطأ لأنه قد قال بعد هذا أو لا يستطيع أن يمل هو.
وسفه علينا، بالضم، سفاها وسفاهة وسفه، بالكسر، سفها، لغتان، أي صار سفيها، فإذا قالوا سفه نفسه وسفه رأيه لم يقولوه إلا بالكسر، لأن فعل لا يكون متعديا. وواد مسفه: مملوء كأنه جاز الحد فسفه، فمسفه على هذا متوهم من باب أسفهته وجدته سفيها، قال عدي بن الرقاع:
فما به بطن واد غب نضحته، وإن تراغب، إلا مسفه تئق والسفه: الخفة. وثوب سفيه لهله سخيف. وتسفهت الرياح: اضطربت: وتسفهت الريح الغصون: حركتها واستخفتها، قال: مشين كما اهتزت رماح تسفهت أعاليها مر الرياح النواسم وتسفهت الريح الشجر أي مالت به. وناقة سفيهة الزمام إذا كانت خفيفة السير، ومنه قول ذي الرمة يصف سيفا:
وأبيض موشي القميص نصبته على ظهر مقلات سفيه جديلها يعني خفيف زمامها، يريد أن جديلها يضطرب لاضطراب رأسها. وسافهت الناقة الطريق إذا خفت في سيرها، قال الشاعر:
أحدو مطيات وقوما نعسا مسافهات معملا موعسا أراد بالمعمل الموعس الطريق الموطوء، قال ابن بري: وأما قول خلف بن إسحق البهراني:
بعثنا النواعج تحت الرحال، تسافه أشداقها في اللجم فإنه أراد أنها تترامى بلغامها يمنة ويسرة، كقول الجرمي:
تسافه أشداقها باللغام، فتكسو ذفاريها والجنوبا فهو من تسافه الأشداق لا تسافه الجدل، وأما المبرد فجعله من تسافه الجدل، والأول أظهر. وسفه الماء يسفهه سفها:
أكثر شربه فلم يرو، والله أسفهه إياه. وحكى اللحياني: سفهت الماء وسافهته شربته بغير رفق. وسفهت الشراب، بالكسر، إذا أكثرت منه فلم ترو، وأسفهكه الله. وسافهت الدن أو الوطب:
قاعدته فشربت منه ساعة بعد ساعة. وسافهت الشراب إذا أسرفت
(٤٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564