لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٥٠٧
الأصل شفهة فحذفت الهاء الأصلية وأبقيت هاء العلامة للتأنيث، ومن قال شفه بالهاء أبقى الهاء الأصلية. قال ابن بري: الشفة للإنسان وقد تستعار للفرس قال أبو دواد:
فبتنا جلوسا على مهرنا، ننزع من شفتيه الصفارا الصفار: يبيس البهمى وله شوك يعلق بجحافل الخيل، واستعار أبو عبيد الشفة للدلو فقال:
كبن الدلو شفتها، وقال: إذا خرزت الدلو فجاءت الشفة مائلة قيل كذا، قال ابن سيده: فلا أدري أمن العرب سمع هذا أم هو تعبير أشياخ أبي عبيد. ورجل أشفى إذا كان لا تنضم شفتاه كالأروق قال: ولا دليل على صحته. ورجل شفاهي، بالضم: عظيم الشفة، وفي الصحاح: غليظ الشفتين.
وشافهه: أدنى شفته من شفته فكلمه، وكلمه مشافهة، جاؤوا بالمصدر على غير فعله وليس في كل شئ قيل مثل هذا، لو قلت كلمته مفاوهة لم يجز إنما تحكي من ذلك ما سمع، هذا قول سيبويه.
الجوهري: المشافهة المخاطبة من فيك إلى فيه. والحروف الشفهية: الباء والفاء والميم، ولا تقل شفوية، وفي التهذيب: ويقال للفاء والباء والميم شفوية، وشفهية لأن مخرجها من الشفة ليس للسان فيها عمل.
ويقال: ما سمعت منه ذات شفة أي ما سمعت منه كلمة. وما كلمته ببنت شفة أي بكلمة. وفلان خفيف أي قليل السؤال للناس. وله في الناس شفة حسنة أي ثناء حسن. وقال اللحياني: إن شفة الناس عليك لحسنة أي ثناءهم عليك حسن وذكرهم لك، ولم يقل شفاه الناس.
ورجل شافه: عطشان لا يجد من الماء ما يبل به شفته، قال تميم بن مقبل:
فكم وطئنا بها من شافه بطل، وكم أخذنا من انفال نفاديها ورجل مشفوه: يسأله الناس كثيرا. وماء مشفوه: كثير الشاربة، وكذلك المال والطعام. ورجل مشفوه إذا كثر سؤال الناس إياه حتى نفد ما عنده، مثل مثمود ومضفوف ومكثور عليه. وأصبحت يا فلان مشفوها مكثورا عليك: تسأل وتكلم، قال ابن بري، رحمه الله: وقد يكون المشفوه الذي أفنى ماله عياله ومن يقوته، قال الفرزدق يصف صائدا:
عاري الأشاجع مشفوه، أخو قنص، ما يطعم العين نوما غير تهويم والشفه: الشغل. يقال: شفهني عن كذا أي شغلني. ونحن نشفه عليك المرتع والماء أي نشغله عنك أي هو قدرنا لا فضل فيه. وشفه ما قبلنا شفها: شغل عنه. وقد شفهني فلان إذا ألح عليك في المسألة حتى أنفد ما عندك. وماء مشفوه: بمعنى مطلوب. قال الأزهري: لم أسمعه لغير الليث، وقيل: هو الذي قد كثر عليه الناس كأنهم نزحوه بشفاههم وشغلوه بها عن غيرهم. وقيل: ماء مشفوه ممنوع من ورده لقلته. ووردنا ماء مشفوها: كثير الأهل. ويقال: ما شفهت عليك من خبر فلان شيئا وما أظن إبلك إلا ستشفه علينا الماء أي تشغله. وفلان مشفوه عنا أي مشغول عنا مكثور عليه. وفي الحديث: إذا صنع لأحدكم خادمه طعاما فليقعده معه، فإن كان مشفوها فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين،
(٥٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564