لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٥٠٢
بمنخرق تحن الريح فيه حنين الجلب في البلد السنين الأصمعي: أرض بني فلان سنة إذا كانت مجدبة. قال أبو منصور:
وبعث رائد إلى بلد فوجده ممحلا فملا رجع سئل عنه فقال السنة، أراد الجدوبة. وفي الحديث: اللهم أعني على مضر بالسنة، السنة: الجدب. يقال: أخذتهم السنة إذا أجدبوا وأقحطوا، وهي من الأسماء الغالبة نحو الدابة في الفرس والمال في الإبل، وقد خصوها بقلب لامها تاء في أسنتوا إذا أجدبوا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أنه كان لا يجيز نكاحا عام سنة أي عام جدب، يقول: لعل الضيق يحملهم على أن ينكحوا غير الأكفاء، وكذلك حديثه الآخر: كان لا يقطع في عام سنة، يعني السارق. وفي حديث طهفة: فأصابتنا سنية حمراء أي جدب شديد، وهو تصغير تعظيم. وفي حديث الدعاء على قريش: أعني عليهم بسنين كسني يوسف، هي التي ذكرها الله في كتابه ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد أي سبع سنين فيها قحط وجدب، والمعاملة من وقتها مسانهة. وسانهه مسانهة وسناها، الأخيرة عن اللحياني: عامله بالسنة أو استأجره لها. وسانهت النخلة، وهي سنهاء: حملت سنة ولم تحمل أخرى، فأما قول بعض الأنصار، هو سويد بن الصامت:
فليست بسنهاء ولا رجبية، ولكن عرايا في السنين الجوائح قال أبو عبيد: لم تصبها السنة المجدبة. والسنهاء: التي أصابتها السنة المجدبة، وقد تكون النخلة التي حملت عاما ولم تحمل آخر، وقد تكون التي أصابها الجدب وأضر بها فنفى ذلك عنها. الأصمعي:
إذا حملت النخلة سنة ولم تحمل سنة قيل قد عاومت وسانهت. وقال غيره: يقال للسنة التي تفعل ذلك سنهاء. وفي الحديث: أنه نهى عن بيع السنين، وهو أن يبيع ثمرة نخله لأكثر من سنة، نهى عنه لأنه غرر وبيع ما لم يخلق، وهو مثل الحديث الآخر: أنه نهى عن المعاومة.
وفي حديث حليمة السعدية: خرجنا نلتمس الرضعاء بمكة في سنة سنهاء أي لا نبات بها ولا مطر، وهي لفظة مبنية من السنة كما يقال ليلة ليلاء ويوم أيوم، ويروى: في سنة شهباء. وأرض بني فلان سنة أي مجدبة.
أبو زيد: طعام سنة وسن إذا أتت عليه السنون. وسنه الطعام والشراب سنها وتسنه: تغير، وعليه وجه بعضهم قوله تعالى: فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه، والتسنه: التكرج الذي يقع على الخبز والشراب وغيره، تقول منه: خبز متسنه. وفي القرآن: لم يتسنه، لم تغيره السنون، ومن جعل حذف السنة واوا قرأ لم يتسن، وقال سانيته مساناة، وإثبات الهاء أصوب. وقال الفراء في قوله تعالى: لم يتسنه، لم يتغير بمرور السنين عليه، مأخوذ من السنة، وتكون الهاء أصلية من قولك بعته مسانهة، تثبت وصلا ووقفا، ومن وصله بغير هاء جعله من المساناة لأن لام سنة تعتقب عليها الهاء والواو، وتكون زائدة صلة بمنزلة قوله تعالى: فبهداهم اقتده، فمن جعل الهاء زائدة جعل فعلت منه تسنيت، ألا ترى أنك تجمع السنة سنوات فيكون تفعلت على صحة؟ ومن قال في تصغير السنة سنينة، وإن كان ذلك قليلا، جاز أن يقول تسنيت تفعلت، أبدلت النون ياء لما كثرت النونات، كما قالوا تظنيت وأصله الظن، وقد قالوا هو مأخوذ من قوله عز وجل: من حمأ مسنون،
(٥٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 507 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564