لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٤٧٤
وقد ترد بمعنى التوجع، وقيل: التوجع يقال فيه آها، قال: ومنه حديث أبي الدرداء ما أنكرتم من زمانكم فيما غيرتم من أعمالكم، إن يكن خيرا فواها واها، وإن يكن شرا فآها آها، قال: والألف فيها غير مهموزة، قال: وإنما ذكرتها في هذه الترجمة للفظها.
* أيه: إيه: كلمة استزادة واستنطاق، وهي مبنية على الكسر، وقد تنون. تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل: إيه، بكسر الهاء. وفي الحديث: أنه أنشد شعر أمية بن أبي الصلت فقال عند كل بيت إيه، قال ابن السكيت: فإن وصلت نونت فقلت إيه حدثنا، وإذا قلت إيها بالنصب فإنما تأمره بالسكوت، قال الليث: هيه وهيه، بالكسر والفتح، في موضع إيه وإيه. ابن سيده: وإيه كلمة زجر بمعنى حسبك، وتنون فيقال إيها. وقال ثعلب: إيه حدث، وأنشد لذي الرمة:
وقفنا فقلنا: إيه عن أم سالم وما بال تكليم الديار البلاقع؟
أراد حدثنا عن أم سالم، فترك التنوين في الوصل واكتفى بالوقف، قال الأصمعي: أخطأ ذو الرمة إنما كلام العرب إيه، وقال يعقوب: أراد إيه فأجراه في الوصل مجراه في الوقف، وذو الرمة أراد التنوين، وإنما تركه للضرورة، قال ابن سيده: والصحيح أن هذه الأصوات إذا عنيت بها المعرفة لم تنون، وإذا عنيت بها النكرة نونت، وإنما استزاد ذو الرمة هذا الطلل حديثا معروفا، وقال بعض النحوين: إذا نونت فقلت إيه فكأنك قلت استزادة، كأنك قلت هات حديثا ما، لأن التنوين تنكير، وإذا قلت إيه فلم تنون فكأنك قلت الاستزادة، فصار التنوين علم التنكير وتركه علم التعريف، واستعار الحذلمي هذا للإبل فقال:
حتى إذا قالت له إيه إيه وإن لم يكن لها نطق كأن لها صوتا ينحو هذا النحو. قال ابن بري: قال أبو بكر السراج في كتابه الأصول في باب ضرورة الشاعر حين أنشد هذا البيت: فقلنا إيه عن أم سالم، قال: وهذا لا يعرف إلا منونا في شئ من اللغات، يريد أنه لا يكون موصولا إلا منونا، أبو زيد: تقول في الأمر إيه افعل، وفي النهي: إيها عني الآن وإيها كف. وفي حديث أصيل الخزاعي حين قدم عليه المدينة فقال له: كيف تركت مكة؟ فقال: تركتها وقد أحجن ثمامها وأعذق إذخرها وأمشر سلمها، فقال: إيها أصيل دع القلوب تقر أي كف واسكت.
الأزهري: لم ينون ذو الرمة في قوله إيه عن أم سالم، قال: لم ينون وقد وصل لأنه نوى الوقف، قال: فإذا أسكته وكففته قلت إيها عنا، فإذا أغريته بالشئ قلت ويها يا فلان، فإذا تعجبت من طيب شئ قلت واها ما أطيبه وحكي أيضا عن الليث: إيه وإيه في الاستزادة والاستنطاق وإيه وإيها في الزجر، كقولك إيه حسبك وإيها حسبك، قال ابن الأثير: وقد ترد المنصوبة بمعنى التصديق والرضا بالشئ. ومنه حديث ابن الزبر لما قيل له يا ابن ذات النطاقين فقال: إيها والإله أي صدقت ورضيت بذلك، ويروى:
إيه، بالكسر، أي زدني من هذه المنقبة، وحكى اللحياني عن الكسائي:
إيه وهيه، على البدل، أي حدثنا، الجوهري: إذا أسكته وكففته قلت إيها عنا، وأنشد ابن بري قول حاتم الطائي:
(٤٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564