لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٤٤٧
قوله هذا وزن هذا، وإن لم يكن ما يوزن، وتأويله أنه قد قام في النفس مساويا لغيره كما يقوم الوزن في مرآة العين، وقال بعضهم: الميزان الكتاب الذي فيه أعمال الخلق، قال ابن سيده: وهذا كله في باب اللغة والاحتجاج سائغ إلا أن الأولى أن يتبع ما جاء بالأسانيد الصحاح، فإن جاء في الخبر أنه ميزان له كفتان، من حيث ينقل أهل الثقة، فينبغي أن يقبل ذلك. وقوله تعالى: فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. قال أبو العباس: قال ابن الأعرابي العرب تقول ما لفلان عندي وزن أي قدر لخسته. وقال غيره: معناه خفة موازينهم من الحسنات. ويقال: وزن فلان الدراهم وزنا بالميزان، وإذا كاله فقد وزنه أيضا. ويقال:
وزن الشئ إذا قدره، ووزن ثمر النخل إذا خرصه. وفي حديث ابن عباس وسئل عن السلف في النخل فقال: نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن بيع النخل حتى يؤكل منه وحتى يوزن، قلت: وما يوزن؟ فقال رجل عنده: حتى يحزر، قال أبو منصور: جعل الحزر وزنا لأنه تقدير وخرص، وفي طريق أخرى: نهى عن بيع الثمار قبل أن توزن، وفي رواية: حتى توزن أي تحزر وتخرص، قال ابن الأثير: سماه وزنا لأن الخارص يحزرها ويقدرها فيكون كالوزن لها، قال: ووجه النهي أمران:
أحدهما تحصين الأموال (* قوله تحصين الأموال وذلك أنها في الغالب لا تأمن العاهة إلا بعد الادراك وذلك أوان الخرص). والثاني أنه إذا باعها قبل ظهور الصلاح بشرط القطع وقبل الخرص سقط حقوق الفقراء منها، لأن الله تعالى أوجب إخراجها وقت الحصاد، والله أعلم. وقوله تعالى: وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون، المعنى وإذا كالوا لهم أو وزنوا لهم.
يقال: وزنت فلانا ووزنت لفلان، وهذا يزن درهما ودرهم وازن، وقال قعنب بن أم صاحب:
مثل العصافير أحلاما ومقدرة، لو يوزنون بزف الريش ما وزنوا جهلا علينا وجبنا عن عدوهم، لبئست الخلتان: الجهل والجبن قال ابن بري: الذي في شعره شبه العصافير. ووازنت بين الشيئين موازنة ووزانا، وهذا يوازن هذا إذا كان على زنته أو كان محاذيه. ويقال: وزنع المعطي واتزن الآخذ، كما تقول: نقد المعطي وانتقد الآخذ، وهو افتعل، قلبوا الواو تاء فأدغموا. وقوله عز وجل: وأنبتنا فيها من كل شئ موزون، جرى على وزن، من قدر الله لا يجاوز ما قدره الله عليه لا يستطيع خلق زيادة فيه ولا نقصانا، وقيل: من كل شئ موزون أي من كل شئ يوزن نحو الحديد والرصاص والنحاس والزرنيخ، هذا قول الزجاج، وفي النهاية: فسر الموزون على وجهين: أحدهما أن هذه الجواهر كلها مما يوزن مثل الرصاص والحديد والنحاس والثمنين، أعني الذهب والفضة، كأنه قصد كل شئ يوزن ولا يكال، وقيل: معنى قوله من كل شئ موزون أنه القدر المعلوم وزنه وقدره عند الله تعالى. والميزان: المقدار، أنشد ثعلب:
قد كنت قبل لقائكم ذا مرة، عندي لكل مخاصم ميزانه وقام ميزان النهار أي انتصف. وفي الحديث: سبحان الله عدد خلقه وزنة عرشه أي بوزن عرشه في عظم قدره، من وزن يزن وزنا وزنة كوعد عدة، وأصل الكلمة الواو، والهاء فيها عوض من
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564