يعكسون المضاف والمضاف إليه عن وضع العرب، قال ابن سيده وقول الشاعر:
هل تعرف الدار لأم الخزرج منها، فظلت اليوم كالمزرج فإنه أراد الذي شرب الزرجون، وهي الخمر، فاشتق من الزرجون فعلا، وكان قياسه على هذا أن يقول كالمزرجن، من حيث كانت النون في زرجون قياسها أن تكون أصلا، لأنها بإزاء السين من قربوس، ولكن العرب إذا اشتقت من الأعجمي خلطت فيه. وذكر الأزهري في ترجمة زرج قال:
الزرجون الخمر، ويقال: شجرتها. ابن شميل: الزرجون شجر العنب، كل شجرة زرجونة، قال شمر: أراها فارسية معربة ذردقون، قال: وليست بمعروفة في أسماء الخمر، غيره: زركون (* قوله غيره زر كون عبارة التهذيب: وقال غيره. أي غير شمر، معربة زركون). فصيرت الكاف جيما، يريدون لون الذهب.
* زردن: التهذيب في الرباعي: ابن الأعرابي الكينة لحمة داخل الزردان، والزربنة خلفها لحمة أخرى.
* زرفن: الزرفين: جماعة الناس. والزرفين والزرفين: حلقة الباب، لغتان، قال أبو منصور: والصواب زرفين، بالكسر، على بناء فعليل، وليس في كلامهم فعليل. الجوهري: الزرفين والزرفين فارسي معرب. وقد زرفن صدغه: كلمة مولدة. وفي الحديث: كانت درع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذات زرافين إذا علقت بزرافينها سترت، وإذا أرسلت مست الأرض.
* زرمن: التهذيب في الرباعي: ابن شميل الزرامين الحلق.
* زعن: النهاية لابن الأثير: في حديث عثمان وفي رواية في حديث عمرو بن العاص أردت أن تبلغ الناس عني مقالة يزعنون إليها أي يميلون، قال ابن الأثير: يقال زعن إلى الشئ إذا مال إليه، قال أبو موسى:
أظنه يركنون إليها فصحف، قال ابن الأثير: الأقرب إلى التصحيف أن يكون يذعنون من الإذعان، وهو الانقياد، فعداها بإلى بمعنى اللام، وأما يركنون فما أبعدها من يزعنون.
* زفن: الزفن: الرقص، زفن يزفن زفنا، وهو شبيه بالرقص (* قوله: وهو شبيه بالرقص، بعد قوله: الزفن: الرقص، هكذا في الأصل).
وفي حديث فاطمة، عليها السلام: أنها كانت تزفن للحسن أي ترقصه، وأصل الزفن اللعب والدفع، ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها:
قدم وفد الحبشة فجعلوا يزفنون ويلعبون أي يرقصون، ومنه حديث عبد الله بن عمرو: إن الله أنزل الحق ليذهب به الباطل ويبطل به اللعب والزفن والزمارات والمزاهر والكنارات، قال ابن الأثير:
ساق هذه الألفاظ سياقا واحدا. والزفن والزفن، بلغة عمان كلاهما:
ظلة يتخذونها فوق سطوحهم تقيهم ومد البحر أي حره ونداه.
والزفن: عسيب من عسب النخل يضم بعضه إلى بعض شبيه بالحصير المرمول، قيل: هي لغة أزدية. والزيفن: الشديد. ورجل فيه إزفنة أي حركة. ورجل إزفنة: متحرك، مثل به سيبويه وفسره السيرافي. ورجل زيفن إذا كان شديدا خفيفا، وأنشد:
إذا رأيت كبكبا زيفنا، فادع الذي منهم بعمرو يكنى والكبكب: الشديد. وقوس زيزفون: مصونة عند التحريك، قال أمية بن أبي عائذ:
مطاريح بالوعث مر الحشو ر، هاجرن رماحة زيزفونا (* قوله مطاريح بالوعث إلخ تقدم في مادة حشر ضبطه بغير ذلك، وما هنا موافق لضبط نسخة من التكملة للصاغاني كتبت في حياته).