لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ١٩٢
ولم يجب ولم يكع ولم يغب عن كل يوم أروناني عصب وأما قول الشاعر:
حرقها وارس عنظوان، فاليوم منها يوم أرونان فيحتمل الإضافة إلى صفته ويحتمل ما ذكرنا. وليلة أرونانة وأرونانية: شديدة الحر والغم. وحكى ثعلب: رانت ليلتنا اشتد حرها وغمها.
قال ابن سيده: وإنما حملناه على أفعلان، كما ذهب إليه سيبويه، دون أن يكون أفوعالا من الرنة التي هي الصوت، أو فعولانا من الأرن الذي هو النشاط، لأن أفوعالا عدم وإن فعولانا قليل، لأن مثل جحوش لا يلحقه مثل هذه الزيادة، فلما عدم الأول وقل هذا الثاني وصح الاشتقاق حملناه على أفعلان. التهذيب عن شمر قال:
يوم أرونان إذا كان ناعما، وأنشد فيه بيتا للنابغة الجعدي:
هذا ويوم لنا قصير، جم الملاهي أرونان صوابه جم ملاهيه، قال: وهذا من الأضداد، فهذا البيت في الفرح، وكان أبو الهيثم ينكر أن يكون الأرونان في غير معنى الغم والشدة، وأنكر البيت الذي احتج به شمر. وقال ابن الأعرابي: يوم أرونان مأخوذ من الرون، وهو الشدة، وجمعه روون. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها:
أن النبي، صلى الله عليه وسلم، طب أي سحر ودفن سحره في بئر ذي أروان، قال الأصمعي: هي بئر معروفة، قال: وبعضهم يخطئ فيقول ذروان. والأرونان: الصوت، وقال: بها حاضر من غير جن يروعه، ولا أنس ذو أرونان وذو زجل ويوم أرونان وليلة أرونانة: شديدة صعبة. وأرونان مشتق من الرون وهو الشدة. وران الأمر رونا أي اشتد.
* رين: الرين: الطبع والدنس. والرين: الصدأ الذي يعلو السيف والمرآة. وران الثوب رينا: تطبع. والرين:
كالصدأ يغشى القلب. وران الذنب على قلبه يرين رينا وريونا:
غلب عليه وغطاه. وفي التنزيل العزيز: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون، أي غلب وطبع وختم، وقال الحسن: هو الذنب على الذنب حتى يسواد القلب، قال الطرماح:
مخافة أن يرين النوم فيهم، بسكر سناتهم، كل الريون.
ورين على قلبه: غطي. وكل ما غطى شيئا فقد ران عليه. ورانت عليه الخمر: غلبته وغشيته، وكذلك النعاس والهم، وهو مثل بذلك، وقيل: كل غلبة رين، وقال الفراء في الآية: كثرت المعاصي منهم والذنوب فأحاطت بقلوبهم فذلك الرين عليها. وجاء في الحديث: أن عمر، رضي الله عنه، قال في أسيفع جهينة لما ركبه الدين: قد رين به، يقول قد أحاط بماله الدين وعلته الديون، وفي رواية: أن عمر خطب فقال: ألا إن الأسيفع أسيفع جهينة قد رضي من دينه وأمانته بأن يقال سبق الحاج فادان معرضا وأصبح قد رين به، قال أبو زيد: يقال رين بالرجل رينا إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه ولا قبل له به، وقيل:
رين به انقطع به، وقوله فادان معرضا أي استدان
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564