وهم له كارهون، وامرأة تبيت وزوجها عليها غضبان، والجارية البالغة تصلي بغير خمار، والعبد الآبق حتى يعود إلى مولاه، والزبين، قال الزبين الدافع للأخبثين وهو بوزن السجيل، وقيل: بل هو الزبين، بنونين، وقد روي بالوجهين في الحديث، والمشهور بالنون. وزبنت عنا هديتك تزبنها زبنا: دفعتها وصرفتها، قال اللحياني: حقيقتها صرفت هديتك ومعروفك عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم. وزباني العقرب: قرناها، وقيل: طرف قرنها، وهما زبانيان كأنها تدفع بهما. والزباني: كواكب من المنازل على شكل زبانى العقرب. غيره: والزبانيان كوكبان نيران، وهما قرنا العقرب ينزلهما القمر. ابن كناسة: من كواكب العقرب زبانيا العقرب، وهما كوكبان متفرقان أمام الإكليل بينهما قيد رمح أكبر من قامة الرجل، والإكليل ثلاثة كواكب معترضة غير مستطيلة. قال أبو زيد: يقال زباني وزبانيان وزبانيات للنجم، وزبانى العقرب وزبانياها، وهما قرناها، وزبانيات، وقوله أنشده ابن الأعرابي:
فداك نكس لا يبض حجره، مخرق العرض حديد ممطره، في ليل كانون شديد خصره وقوله أنشده ابن الأعرابي:
عض بأطراف الزباني قمره يقول: هو أقلف ليس بمختون إلا ما قلص منه القمر، وشبه قلفته بالزباني، قال: ويقال من ولد والقمر في العقرب فهو نحس، قال ثعلب: هذا القول يقال عن ابن الأعرابي، وسألته عنه فأبى هذا القول وقال: لا، ولكنه اللئيم الذي لا يطعم في الشتاء، وإذا عض القمر بأطراف الزباني كان أشد البرد، وأنشد:
وليلة إحدى الليالي العرم، بين الذراعين وبين المرزم، تهم فيها العنز بالتكلم.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن المزابنة ورخص في العرايا، والمزابنة: بيع الرطب على رؤوس النخل بالتمر كيلا، وكذلك كل ثمر بيع على شجره بثمر كيلا، وأصله من الزبن الذي هو الدفع، وإنما نهى عنه لأن الثمر بالثمر لا يجوز إلا مثلا بمثل، فهذا مجهول لا يعلم أيهما أكثر، ولأنه بيع مجازفة من غير كيل ولا وزن، ولأن البيعين إذا وقفا فيه على الغبن أراد المغبون أن يفسخ البيع وأراد الغابن أن يمضيه فتزابنا فتدافعا واختصما، وإن أحدهما إذا ندم زبن صاحبه عما عقد عليه أي دفعه، قال ابن الأثير:
كأن كل واحد من المتبايعين يزبن صاحبه عن حقه بما يزداد منه، وإنما نهى عنها لما يقع فيها من الغبن والجهالة، وروي عن مالك أنه قال:
المزابنة كل شئ من الجزاف الذي لا يعلم كيله ولا عدده ولا وزنه بيع شئ مسمى من الكيل والوزن والعدد. وأخذت زبني من الطعام أي حاجتي. ومقام زبن إذا كان ضيقا لا يستطيع الإنسان أن يقوم عليه في ضيقه وزلقه، قال:
ومنهل أوردنيه لزن غير نمير، ومقام زبن كفيته، ولم أكن ذا وهن.
وقال مرقش:
ومنزل زبن ما أريد مبيته، كأني به، من شدة الروع، آنس