لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ١٨٩
وأنكر بعضهم أرهنته، وروي هذا البيت: وأرهنهم مالكا، كما تقول:
قمت وأصك عينه، قال ثعلب: الرواة كلهم على أرهنتهم، على أنه يجوز رهنته وأرهنته، إلا الأصمعي فإنه رواه وأرهنهم مالكا على أنه عطف بفعل مستقبل على فعل ماض، وشبهه بقولهم قمت وأصك وجهه، وهو مذهب حسن لأن الواو واو حال، فيجعل أصك حالا للفعل الأول على معنى قمت صاكا وجهه أي تركته مقيما عندهم، ليس من طرق الرهن، لأنه لا يقال أرهنت الشئ، وإنما يقال رهنته، قال: ومن روى وأرهنتهم مالكا فقد أخطأ، قال ابن بري: وشاهد رهنته الشئ بيت أحيحة بن الجلاح:
يراهنني فيرهنني بنيه، وأرهنه بني بما أقول.
ومثله للأعشى:
آليت لا أعطيه من أبنائنا رهنا فيفسدهم كمن قد أفسدا حتى يفيدك من بنيه رهينة نعش، ويرهنك السماك الفرقدا.
وفي هذا البيت شاهد على جمع رهن على رهن. وأرهنته الثوب:
دفعته إليه ليرهنه. قال ابن الأعرابي: رهنته لساني لا غير، وأما الثوب فرهنته وأرهنته معروفتان. وكل شئ يحتبس به شئ فهو رهينه ومرتهنه. وارتهن منه رهنا: أخذه. والرهان والمراهنة: المخاطرة، وقد راهنه وهم يتراهنون، وأرهنوا بينهم خطرا:
بدلوا منه ما يرضى به القوم بالغا ما بلغ، فيكون لهم سبقا.
وراهنت فلانا على كذا مراهنة: خاطرته. التهذيب: وأرهنت ولدي إرهانا أخطرتهم خطرا. وفي التنزيل العزيز: فرهان مقبوضة، قرأ نافع وعاصم وأبو جعفر وشيبة: فرهان مقبوضة، وقرأ أبو عمرو وابن كثير:
فرهن مقبوضة، وكان أبو عمرو يقول: الرهان في الخيل، قال قعنب:
بانت سعاد، وأمسى دونها عدن، وغلقت عندها من قبلك الرهن. وقال الفراء: من قرأ فرهن فهي جمع رهان مثل ثمر جمع ثمار، والرهن في الرهن أكثر، والرهان في الخيل أكثر، وقيل في قوله تعالى: فرهان مقبوضة، قال ابن عرفة: الرهن في كلام العرب هو الشئ الملزم. يقال: هذا راهن لك أي دائم محبوس عليك. وقوله تعالى: كل نفس بما كسبت رهينة وكل امرئ بما كسب رهين، أي محتبس بعمله، ورهينة محبوسة بكسبها.
وقال الفراء: الرهن يجمع رهانا مثل نعل ونعال، ثم الرهان يجمع رهنا. وكل شئ ثبت ودام فقد رهن. والمراهنة والرهان:
المسابقة على الخيل وغير ذلك. وأنا لك رهن بالري وغيره أي كفيل، قال:
إني ودلوي لها وصاحبي، وحوضها الأفيح ذا النصائب، رهن لها بالري غير الكاذب وأنشد الأزهري:
إن كفي لك رهن بالرضا.
أي أنا كفيل لك. ويدي لك رهن: يريدون به الكفالة، وأنشد ابن الأعرابي:
والمرء مرهون، فمن لا يخترم بعاجل الحتف، يعاجل بالهرم قال: أرهن أدام لهم. أرهنت لهم طعامي وأرهيته أي أدمته لهم. وأرهى لك الأمر أي
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564