لعدي بن زيد:
ويأكلن ما أعنى الولي فلم يلت، كأن، بحافات النهاء، المزارعا قوله: أعنى أنبت. والولي: المطر تقدمه مطر، والضمير في يأكلن يعود على حمر، ذكرها قبل البيت.
وقوله تعالى: ولات حين مناص، قال الأخفش: شبهوا لات بليس، وأضمروا فيها اسم الفاعل، قال: ولا يكون لات إلا مع حين. قال ابن بري: هذا القول نسبه الجوهري للأخفش، وهو لسيبويه لأنه يرى أنها عاملة عمل ليس، وأما الأخفش فكان لا يعملها، ويرفع ما بعدها بالابتداء إن كان مرفوعا، وينصبه بإضمار فعل إن كان منصوبا، قال: وقد جاء حذف حين من الشعر (* قوله من الشعر كذا قال الجوهري أيضا. وقال في المحكم انه ليس بشعر. (، قال مازن بن مالك:
حنت ولات هنت وأنى لك مقروع.
فحذف الحين وهو يريده. وقرأ بعضهم: ولات حين مناص، فرفع حين، وأضمر الخبر، وقال أبو عبيد: هي لا، والتاء إنما زيدت في حين، وكذلك في تلان وأوان، كتبت مفردة، قال أبو وجزة:
العاطفون تحين ما من عاطف، والمطعمون زمان أين المطعم؟
قال ابن بري صواب إنشاده:
العاطفون تحين ما من عاطف، والمنعمون زمان أين المنعم؟
واللاحفون جفانهم قمع الذرى، والمطعمون زمان أين المطعم؟
قال المؤرج: زيدت التاء في لات، كما زيدت في ثمت وربت.
والليت، بالكسر: صفحة العنق، وقيل: الليتان صفحتا العنق، وقيل: أدنى صفحتي العنق من الرأس، عليهما ينحدر القرطان، وهما وراء لهزمتي اللحيين، وقيل: هما موضع المحجمتين، وقيل: هما ما تحت القرط من العنق، والجمع أليات وليتة.
وفي الحديث: ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا أي أمال صفحة عنقه. وليت الرمل: لعطه، وهو ما رق منه وطال أكثر من الإبط. والليت: ضرب من الخزم. وليت، بفتح اللام: كلمة تمن، تقول: ليتني فعلت كذا وكذا، وهي من الحروف الناصبة، تنصب الاسم وترفع الخبر، مثل كأن وأخواتها، لأنها شابهت الأفعال بقوة ألفاظها واتصال أكثر المضمرات بها وبمعانيها، تقول:
ليت زيدا ذاهب، قال الشاعر:
يا ليت أيام الصبا رواجعا فإنما أراد: يا ليت أيام الصبا لنا رواجع، نصبه على الحال، قال:
وحكى النحويون أن بعض العرب يستعملها بمنزلة وجدت، فيعديها إلى مفعولين، ويجريها مجرى الأفعال، فيقول: ليت زيدا شاخصا، فيكون البيت على هذه اللغة، ويقال: ليتي وليتني، كما قالوا: لعلي ولعلني، وإني وإنني، قال ابن سيده: وقد جاء في الشعر ليتي، أنشد سيبويه لزيد الخيل:
تمنى مزيد زيدا، فلاقى أخا ثقة، إذا اختلف العوالي كمنية جابر إذ قال: ليتي أصادفه، وأتلف جل مالي