وخليق أن يكون: فلم تك أخراهم كأولهم، ومعنى قوله: وهل يثمر أفلاح بأفلاح، أي قلما يعقب السلف الصالح إلا الخلف الصالح، وقال ابن الأعرابي: معنى هذا أنهم كانوا متوافرين من قبل، فانقرضوا، فكان أول عيشهم زيادة وآخره نقصانا وذهابا.
التهذيب: وفي حديث الأذان: حي على الفلاح، يعني هلم على بقاء الخير، وقيل: حي أي عجل وأسرع على الفلاح، معناه إلى الفوز بالبقاء الدائم، وقيل: أي أقبل على النجاة، قال ابن الأثير: وهو من أفلح، كالنجاح من أنجح، أي هلموا إلى سبب البقاء في الجنة والفوز بها، وهو الصلاة في الجماعة. وفي حديث الخيل: من ربطها عدة في سبيل الله فإن شبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وأبوالها فلاح في موازينه يوم القيامة أي ظفر وفوز. وفي الحديث: كل قوم على مفلحة من أنفسهم، قال ابن الأثير: قال الخطابي: معناه أنهم راضون بعلمهم يغتبطون به عند أنفسهم، وهي مفعلة من الفلاح، وهو مثل قوله تعالى: كل حزب بما لديهم فرحون.
والفلح: الشق والقطع. فلح الشئ يفلحه فلحا: شقه، قال:
قد علمت خيلك أي الصحصح، إن الحديد بالحديد يفلح أي يشق ويقطع، وأورد الأزهري هذا الشعر شاهدا على فلحت الحديث إذا قطعته.
وفلح رأسه فلحا: شقه. والفلح: مصدر فلحت الأرض إذا شققتها للزراعة. وفلح الأرض للزراعة يفلحها فلحا إذا شقها للحرث.
والفلاح: الأكار، وإنما قيل له فلاح لأنه يفلح الأرض أي يشقها، وحرفته الفلاحة، والفلاحة، بالكسر: الحراثة، وفي حديث عمر: اتقوا الله في الفلاحين، يعني الزراعين الذين يفلحون الأرض أي يشقونها. وفلح شفته يفلحها فلحا: شقها.
والفلح: شق في الشفة السفلى، واسم ذلك الشق الفلحة مثل القطعة، وقيل: الفلح شق في الشفة في وسطها دون العلم، وقيل: هو تشقق في الشفة وضخم واسترخاء كما يصيب شفاه الزنج، رجل أفلح وامرأة فلحاء، التهذيب: الفلح الشق في الشفة السفلى، فإذا كان في العليا، فهو علم، وفي الحديث: قال رجل لسهيل بن عمرو: لولا شئ يسوء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لضربت فلحتك أي موضع الفلح، وهو الشق في الشفة السفلى.
وفي حديث كعب: المرأة إذا غاب عنها زوجها تفلحت وتنكبت الزينة أي تشققت وتقشفت، قال ابن الأثير: قال الخطابي: أراه تقلحت، بالقاف، من القلح، وهو الصفرة التي تعلو الأسنان، وكان عنترة العبسي يلقب الفلحاء لفلحة كانت به وإنما ذهبوا به إلى تأنيث الشفة، قال شريح بن بجير بن أسعد التغلبي:
ولو أن قومي قوم سوء أذلة، لأخرجني عوف بن عوف وعصيد وعنترة الفلحاء جاء ملأما، كأنه فند، من عماية، أسود أنث الصفة لتأنيث الاسم: قال الشيخ ابن بري: كان شريح قال هذه القصيدة بسبب حرب كانت بينه وبين بني مرة بن فزارة وعبس. والفند:
القطعة العظيمة