عبادا لنا أولي بأس شديد. وفي الخبر: أن عبد الملك خطب فقال: بعثنا عليكم مسلم بن عقبة، فقتلكم يوم الحرة.
وانبعث الشئ وتبعث: اندفع.
وبعثه من نومه بعثا، فانبعث: أيقظه وأهبه.
وفي الحديث: أتاني الليلة آتيان فابتعثاني أي أيقظاني من نومي. وتأويل البعث: إزالة ما كان يحبسه عن التصرف والانبعاث.
وانبعث في السير أي أسرع.
ورجل بعث: كثير الانبعاث من نومه. ورجل بعث وبعث وبعث:
لا تزال همومه تؤرقه، وتبعثه من نومه، قال حميد بن ثور:
تعدو بأشعث، قد وهى سرباله، بعث تؤرقه الهموم، فيسهر والجمع: أبعاث: وفي التنزيل: قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا؟ هذا وقف التمام، وهو قول المشركين يوم النشور. وقوله عز وجل: هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون، قول المؤمنين، وهذا رفع بالابتداء، والخبر ما وعد الرحمن، وقرئ: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا؟ أي من بعث الله إيانا من مرقدنا. والبعث في كلام العرب على وجهين: أحدهما الإرسال، كقوله تعالى:
ثم بعثنا من بعدهم موسى، معناه أرسلنا. والبعث: إثارة بارك أو قاعد، تقول: بعثت البعير فانبعث أي أثرته فثار. والبعث أيضا: الإحياء من الله للموتى، ومنه قوله تعالى: ثم بعثناكم من بعد موتكم: أي أحييناكم. وبعث الموتى: نشرهم ليوم البعث. وبعث الله الخلق يبعثهم بعثا: نشرهم، من ذلك. وفتح العين في البعث كله لغة. ومن أسمائه عز وجل: الباعث، هو الذي يبعث الخلق أي يحييهم بعد الموت يوم القيامة.
وبعث البعير فانبعث: حل عقاله فأرسله، أو كان باركا فهاجه.
وفي حديث حذيفة: إن للفتنة بعثات ووقفات، فمن استطاع أن يموت في وقفاتها فليفعل. قوله: بعثات أي إثارات وتهييجات، جمع بعثة. وكل شئ أثرته فقد بعثته، ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها: فبعثنا البعير، فإذا العقد تحته.
والتبعاث تفعال، من ذلك: أنشد ابن الأعرابي:
أصدرها، عن كثرة الدآث، صاحب ليل، حرش التبعاث وتبعث مني الشعر أي انبعث، كأنه سال.
ويوم بعاث، بضم الباء: يوم معروف، كان فيه حرب بين الأوس والخزرج في الجاهلية، ذكره الواقدي ومحمد بن إسحق في كتابيهما، قال الأزهري:
وذكر ابن المظفر هذا في كتاب العين، فجعله يوم بغاث وصحفه، وما كان الخليل، رحمه الله، ليخفى عليه يوم بعاث، لأنه من مشاهير أيام العرب، وإنما صحفه الليث وعزاه إلى الخليل نفسه، وهو لسانه، والله أعلم. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وعندها جاريتان تغنيان بما قيل يوم بعاث، هو هذا اليوم. وبعاث: اسم حصن للأوس.
وباعث وبعيث: اسمان.
والبعيث: اسم شاعر معروف من بني تميم، اسمه خداش بن بشير، وكنيته أبو مالك، سمي بذلك قوله:
تبعث مني ما تبعث، بعدما اس - تمر فؤادي، واستمر مريري