قال ابن بري: وصواب إنشاد هذا البيت على ما رواه ابن قتيبة وعيره:
واستمر عزيمي، قال: وهو الصحيح، ومعنى هذا البيت: أنه قال الشعر بعدما أسن وكبر.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، لما صالح نصارى الشام، كتبوا له، إنا لا نحدث كنيسة ولا قلية، ولا نخرج سعانين، ولا باعوثا، الباعوث للنصارى: كالاستسقاء للمسلمين، وهو اسم سرياني، وقيل: هو بالغين المعجمة والتاء فوقها نقطتان.
وباعيثا: موضع معروف.
* بغث: البغث والبغثة: بياض يضرب إلى الخضرة، وقيل: بياض يضرب إلى الحمرة، الذكر أبغث، والأنثى بغثاء. والأبغث: طائر غلب عليه غلبة الأسماء، وأصله الصفة للونه.
التهذيب: البغاث والأبغث من طير الماء، كلون الرماد، طويل العنق، والجمع البغث والأباغث، قال أبو منصور: جعل الليث البغاث والأبغث شيئا واحدا، وجعلهما معا من طير الماء، قال: والبغاث، عندي، غير الأبغث، فأما الأبغث، فهو من طير الماء، معروف، وسمي أبغث لبغثته، وهو بياض إلى الخضرة، وأما البغاث: فكل طائر ليس من جوارح الطير، يقال: هو اسم للجنس من الطير الذي يصاد.
والأبغث: قريب من الأغبر. ابن سيده: وبغاث الطير وبغاثها: ألائمها وشرارها، وما لا يصيد منها، واحدتها بغاثة، بالفتح، الذكر والأنثى في ذلك سواء. وقال بعضهم: من جعل البغاث واحدا، فجمعه بغثان، مثل غزال وغزلان، ومنقال للذكر والأنثى بغاثة، فجمعه بغاث، مثل نعامة ونعام، وتكون النعامة للذكر والأنثى، سيبويه: بغاث، بالضم، وبغثان، بالكسر. وفي حديث جعفر بن عمرو: رأيت وحشيا، فإذا شيخ مثل البغاثة: هي الضعيف من الطير، وجمعها بغاث. وفي حديث عطاء: في بغاث الطير مد أي إذا صاده المحرم: وفي حديث المغيرة يصف امرأة:
كأنها بغاث، والبغاث طائر أبيض، وقيل: أبغث إلى الغبرى، بطئ الطيران، صغير دوين الرخمة. قال ابن بري قول الجوهري عن ابن السكين: البغاث طائر أبغث إلى الغبرة دون الرخمة، بطئ الطيران، قال: هذا غلط من وجهين أحدهما أن البغاث اسم جنس، واحدته بغاثة، مثل حمام وحمامة، وأبغث صفة بدليل قولهم: أبغث بين البغثة، كما تقول: أحمر بين الحمرة، وجمعه: بغث، مثل أحمر وحمر، قال: وقد يجمع على أباغث لما استعمل استعمال الأسماء، كما قالوا: أبطح وأباطح، وأجرع وأجارع، والوجه الثاني:
أن البغاث ما لا يصيد من الطير، وأما الأبغث من الطير، فهو ما كان لونه أغبر، وقد يكون صائدا وغير صائد. قال النضر بن شميل: وأما الصقور فمنها أبغث وأحوى، وأخرج وأبيض، وهو الذي يصيد به الناس على كل لون، فجعل الأبغث صفة لما كان صائدا أشو غير صائد، بخلاف البغاث الذي لا يكون منه شئ صائدا، وقيل: البغاث أولاد الرخم والغربان. وقال أبو زيد: البغاث الرخم، واحدتها بغاثة، قال: وزعم يونس أنه يقال له البغاث والبغاث، بالكسر والضم، الواحدة: بغاثة وبغاثة. والبغاث: طير مثل السوادق لا يصيد، وفي التهذيب: كالباشق لا يصيد شيئا من الطير، الواحدة بغاثة، ويجمع على البغثان، قال عباس بن مرداس: